ضياء المحسن
عانت كثير من شعوب العالم بما فيها أوربا من مشاكل كثيرة، انبثقت على أثرها بعض التيارات أخذت على عاتقها إصلاح المشاكل والتصدي لمحاولات زعزعة الإستقرار في تلك البلدان، وبعض هذه التيارات كانت تملك أجنحة عسكرية لحماية المكاسب التي تتحقق جراء المعالجات التي تقوم بها، خاصة وأن بعض المحاولات كانت ذات نزعات إنفصالية، بالإضافة الى الدوافع الإقتصادية والقومية والعرقية والدينية.
في العراق الذي لا يختلف كثيرا عن هذه الشعوب، كانت هناك كثير من الحركات التي تضم أجنحة عسكرية، لكن هذه الحركات كانت تستخدم تلك الأجنحة للبطش بالشعب العراقي، بغض النظر عن المذهب والطائفة والقومية، لحماية مصالحها الشخصية وليست مصالح البلد العليا.
بعد عام 2003 عانى العراق بسبب انعدام الثقة بين الطبقة السياسية، من حالة عدم الإستقرار، الأمر الذي أوصل الى البلد الى حافة الحرب الأهلية لولا حكمة المرجعية الدينية الرشيدة، التي كانت صمام الأمام للحؤول دون الإنزلاق الى هذه الهاوية، ومع ذلك فإن بدايات عام 2014 كانت توحي بأن هناك شيء يتم تدبيره من قبل دول خارجية للإطاحة بالتجربة الديمقراطية في العراق، والتي تختلف عن باقي الأنظمة في الشرق الأوسط؛ بما يهدد مستقبل هذه الأنظمة.
كانت داعش هي رأس الحربة في محاولة إفشال تجربة العراق، وبمساعدة بعض ذوي النفوس الضعيفة، فوصلت الى مشارف بغداد، فكانت فتوى المرجعية الدينية التي انطلق منها الحشد الشعبي، حيث انتخى شباب وكهول العراق من جميع المحافظات لطرد هذه العصابات الإجرامية ومنعها من تحقيق مآرب أسيادهم خارج العراق، وتحقق ذلك بفضل ومنة الباري عز وجل، وهنا كان لابد للحكومة من رد الجميل لهؤلاء الذين ضحوا بكل شيء دون مقابل، فكان قانون الحشد الشعبي الذي ضمن لهؤلاء حقوق كما بقية صنوف الجيش والقوات الأمنية الأخرى.
الملاحظ ظهور اصوات نشاز تطالب بحل الحشد الشعبي، بعد انتهاء المعارك مع داعش، وكأن داعش انتهت مهمته بمجرد أن طُرد من المناطق التي كان يحتلها!
أيها السادة الأمر أكبر مما يتوقعه بعضنا، لأنه محاولة تلي محاولة لإفشال تجربة العراق، والبداية تكون من حل الحشد الشعبي، لأنه أول من لبى نداء الحفاظ على وحدة العراق، اما المطالبة بحل الحشد الشعبي فما هي إلا محاولة فاشلة لن يكتب لها النجاح؛ لأن ورائها رجال يضحون بالغالي والنفيس ليبقى رأس العراق منتصرا.
أما محاولات بعض المواقع الصفراء المدفوعة الثمن، التي تحاول النيل من الحشد الشعبي والترويج لتفكيكه فهي لا تعدو عن محاولات بائسة، ذلك لأن العراقيين يعلمون جيدا بأن الحشد الشعبي هو الضمانة القوية لوحدة البلد، لذا نجد تشكيلات الحشد تضم جميع الأطيف ومختلف الأديان، ولن يكتب لها إلا الفشل الذريع.
https://telegram.me/buratha