المقالات

السلم الإجتماعي والتسقيط

1792 2019-01-06

ضياء المحسن


مما لا شك فيه أن هناك ضرورات لا يمكن التغافل عنها للحفاظ على العلاقات الإجتماعية والأمن في المجتمع، من هذه الضرورات تأتي مسألة الحفاظ على السلم الإجتماعي في مقدمتها، لأننا بدونها كمن يمشي في أرض مزروعة بالألغام، ولا ندري متى ينفجر هذا اللغم أو ذاك ليبتر أعضاء من جسمنا أو قد يؤدي الى الوفاة حتى.
الخطابات المفعمة بالكراهية والتحريض تؤدي الى نتائج خطيرة في الغالب، ولغة التعصب بين أبناء البلد الواحد، ينتج عنها خطاب متطرف يكون الخاسر الوحيد فيه البلد.
تساهم القنوات الفضائية في جزء كبير من نشاطها على نشر الخطاب الطائفي، خاصة تلك القنوات الفضائية المرتبطة بأجندات خارجية ذات توجه طائفي (ديني أو قومي)، وهو الأمر الذي يضع على كاهل هيئة الإتصالات عبئا كبيرا في تحجيم هذه القنوات ومنعها من عرض هكذا خطاب لا يتسق مع متبنيات الحكومة، بما لا يتعارض مع حرية نشر الكلمة وإبداء الرأي.
قد نجد ضرورة لأن يعبر أي شخص عن وجهة نظره فيما يعتقد، وهذا لا غبار عليه، لكن أن يصل الأمر بمن يعبر عن رأيه بإستخدام القضايا الشخصية لتسقيط الآخرين، فهذا أمر يحاسب عليه القانون كونه يدخل في باب السب والقذف، لذا فإن على من يعبر عن وجهة نظره أن يكون متوازنا في طروحاته وأن يبتعد عن التعرض لقضايا شخصية لمن يوجه إليه النقد.
إن الخطاب الطائفي والعرقي يتسبب في تهديد السلم الإجتماعي، وهو الأمر الذي ينتج عنه في نهاية الأمر الى توقف الحياة الإقتصادية، وإنقطاع التواصل بين الآخرين، بما ينعكس بالتالي الى تدخل خارجي لصالح فئة دون أخرى، وهذا التدخل ليس له إلا غرض واحد؛ هو السيطرة على مقدرات البلد، لأن خلق التمييز العنصري والذي هو طارئ على المجتمع العراقي، يعد محاولة لهدم السلم الإجتماعي في هذا البلد.
معلوم أن الدولة العراقية منذ بدايات تشكيلها، لم تمنع أية قومية أو طائفة من ممارسة حقوقها، لكننا شاهدنا التمييز على أساس اللون والطائفة، وهو الأمر الذي نتج عنه حدوث جدل في الأوساط الأممية عن التمييز العرقي في العراق، والذي يمثل تدخلا من الأمم المتحدة في الشؤون الداخلية، وكل هذا لم يكن ليحصل لولا الأصوات النشاز التي إنطلقت في تسقيط هذا المكون وهذه الطائفة وغير ذلك.
في فيلم ((الملكة)) والذي يدور حول حادثة الأميرة ديانا، يدور حوار بين رئيس الوزراء توني بلير وفريق عمله، هنا يحاول بعض أعضاء الفريق حث توني بلير لإستغلال الغضب الشعبي على الملكة وإسقاط هيبتها، لكنه يقف بوجههم بقوة ويرفض هذا الأسلوب في التعامل مع الملكة حتى وإن كانت مخطئة، وهو الأمر الذي يعطينا فكرة واضحة عن ضرورة عدم إستغلال الحياة الشخصية لتسقيط الآخرين، لأن ساحة العمل السياسي والثقافي الحاكم فيها هو التنازع الشريف لتقديم الأفضل للشعب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك