المقالات

قطرة إثر قطرة يتشكل السيل!

1628 2019-01-04

أمل الياسري


يقال حديثاً أن بعض البشر يعانون من الإحتباس الحضاري رغم حداثتهم، بسبب تلوث الأخلاق، وزيادة ثاني أوكسيد الحماقة، وإرتفاع درجات الجهل، فهل علينا أن نذّكر أن قوى الإستكبار العالمي اليوم ما تزال حريصة كل الحرص، على بقاء الكيان الصهيوني الغاصب في قلب منطقتنا العربية، كخنجر مسموم مغروز في الجسد الإسلامي، منذ أكثر من مائة عام، ليتقطع جزءاً من أرضنا الطاهرة؟
هل نحن بحاجة لنذّكر مَنْ يمثل سياستنا الخارجية، وبالتحديد مواقفنا من القضية الفلسطينية، الصغيرة بجغرافيتها، الكبيرة بتأريخها وشعبها، هل علينا أن نقول: يجب أن يكون رؤيتنا منسجمة، مع الموقف المبدئي الوطني، والعربي، والإسلامي، والذي يمس مشاعر المسلمين عامة، بل وحتى المجتمع الدولي المناهض لعملية الإحتلال، والإستيطان الصهيوني لبلد عربي، إستباحوا أرضه وشردوا أهله، فهل هذه التصريحات من قبل وزير الخارجية محمد الحكيم، تبدو متوافقة مع موقف العراق من القضية الفلسطينية، المبني على المبادرة العربية للسلام. 
القانون العراقي واضح بصدد مَنْ يحبذ، أو يروج لمبادئ صهيونية، أو يساعد ولو بكيفية تنجذب فيها الكلمات للكيان الغاصب، فذلك حكمه يصل الى الإعدام، حسب المادة (201) من قانون العقوبات، فكيف بالوزير المبجل وهو يطلق تصريحاته عبر وسائل الإعلام، فأي حضارة وأي منطق وثقافة يمتلكها هذا الوزير؟ مع أنه كان مندوباً للعراق في الأمم المتحدة سابقاً، ويعرف الفيتو الممنوح لإسرائيل.
ألا يدرك وزير الخارجية كيف تجري الأمور، لشرعنة ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحشية، بحق الشعب الفلسطيني؟ وأي موقف يتخذ يجب الرجوع فيها لرئيس الوزراء، ومجلس النواب، فهل الوزير يعاني من إرتفاع في معدل ثاني أوكسيد الحماقة، وعدم الدقة في الإدلاء بخطاباته؟ أم أن المكالمة الهاتفية التي تلقاها وزير خارجيتنا، من قبل وزير خارجية الولايات المتحدة (مايك بومبيو) أتت أُكلها، في أن الثاني صديق حميم للمدللة (إسرائيل)، والذي ما زال يلقب بـ (محارب الإسلام)؟!
دعوة مخلصة لوزير خارجية العراق العظيم محمد الحكيم، بأن يتوخى الدقة والحذر، ويطلق في الإعلام، تصريحات تثير الجدل والغضب، فلا مزايدة على قضية فلسطين، ويكون له دور بهذه المساحة، التي يشترك فيها العالم الإسلامي قاطبة، من تحملٍ للمسؤولية، والتصدي لكل ما من شأنه الإساءة لعروبة فلسطين، وإلا فهذه القطرات من العبارات، ستشكل سيلا جارفاً لمشاعر العراقيين، والعرب الشرفاء، والمسلمين جميعاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك