عمار الجادر
في زحمة المفاهيم، ستجد مفهوم التأثر بالاجواء الخارجية، وحقيقة الامر انه مفهوم خاطئ، حيث انه لايوجد اي تأثير اذا كان الفرد محصنا بلقاح مناعي قوي، وبالنسبة للافكار فالعقيدة الثابتة تعتبر لقاح العقول.
ان من يتأثر في مناخ الافكار الخارجية، يعتبر غير مأسوف عليه، بسبب تقصيره المتعمد بهضم ميوله العقائدية، ولا نقصد بالعقيدة هنا الدينية فقط، بل في جميع مناح العقيدة، منها الانتماء الاصلي للوطن سواء ارض كان ام مجتمع يعيش في بقعة محددة، لهم عاداتهم وتقاليدهم وغيرها من الموروثات الطبيعية المكتسبة، اضافة الى المورث الايدلوجي الجيني، فمن المستحيل التنكر لكافة تلك المحددات بسهولة، الا اذا كان هناك خلل واضح لدى الفرد او في صميم بيئته الاصلية.
هنا نود ان نتوجه الى السيد وزير الخارجية العراقي، بالسؤال عن سبب تصريحاته الاخيرة حول القضية الفلسطينية، وما سبقها من التوسط لازالة الاجتثاث عن البعثيين! هل هذا لمرض موجود في صلب بيئته الاصلية أم في نفسه الانسانية؟!
دعونا نحلل الاجابات ونتوجه بها الى المعنيين بالشأن، حيث ان السيد محمد علي الحكيم، لا يمثل اليوم نفسه وحسب، وهذا ما يثير الدهشة الفعلية، لأن من يتنكر لقضية عقائدية ومفصلية تهم قومه، بالتأكيد انه لا يستحق ان يمثلهم في الحضور الرسمي، فتارة يكون الانسان حر في تصريحه كفرد، واخرى يكون مقيد بما يؤمن به قومه من ثوابت ان كان ممثل عنهم، حتى وان اختلف تفكيره الشخصي.
إن كان لفترة غربة السيد وزير الخارجية التأثير على تفكيره، فمن باب اولى ان يتأثر اكثر ويعتذر عن تسنم منصب وزير لدولة هو لا يؤمن بمتبنياتها، وبذلك يكون الرجل له فكره الذي تأثر فيه، او ان كان هناك خلل في عقيدة بلده، وهذا العداء من المظلومية للبعث والصهاينة، فمن باب اولى ان يتخلى عن انتمائه، وفي كلتي الحالتين، على رئيس الحكومة ان يراجع قرار توزيره لوزارة الخارجية، الا اذا كان السيد عبد المهدي مؤيدا لما طرحه وزيره، وبذلك سيكون للشعب قرار في هذا.
عني ككاتب وانا فرد في المجتمع العراقي، اجد ان تصريحات وزير خارجيتي الاخيرة لا تمثل رؤية مجتمعي، بل انها تمس بالمعتقد الديني حتى، وفي الدستور ان دين الدولة هو الاسلام، فمن صبأ لا يمكن ان يمثل دولة في المحافل الخارجية بدغير دينها وديدنها، وهذا امر خطير جدا، ولا يمكن السكوت عليه بأي حال من الاحوال، وهل ان ما بيننا وبين المزدوج البعثو صهيوني، فقط اختلاف رؤى ام ان خلافنا خلاف ابعد من ان يجير الى فكرة او قطعة جغرافية؟! ان ما بيننا وبينهم اختلاف دموي وعقائدي لايمكن لأي احد ان يتجاوزه، ام اصبح الوزير كأبن عباس؟!
ليس للعيش في بيئة غير بيئة الفرد الاصلية اي تأثير، الا اذا كان لدى الفرد مرض شخصي، وبالتالي فهو لا يجب ان يمثل مجتمع في محفل رسمي، وعلى رئيس الحكومة تبيان هذا الامر.
https://telegram.me/buratha