المقالات

هل للعيش في بلاد الغرب تأثير على العقول؟! وزير الخارجية العراقي مثلا..

1962 2019-01-04

عمار الجادر


في زحمة المفاهيم، ستجد مفهوم التأثر بالاجواء الخارجية، وحقيقة الامر انه مفهوم خاطئ، حيث انه لايوجد اي تأثير اذا كان الفرد محصنا بلقاح مناعي قوي، وبالنسبة للافكار فالعقيدة الثابتة تعتبر لقاح العقول.
ان من يتأثر في مناخ الافكار الخارجية، يعتبر غير مأسوف عليه، بسبب تقصيره المتعمد بهضم ميوله العقائدية، ولا نقصد بالعقيدة هنا الدينية فقط، بل في جميع مناح العقيدة، منها الانتماء الاصلي للوطن سواء ارض كان ام مجتمع يعيش في بقعة محددة، لهم عاداتهم وتقاليدهم وغيرها من الموروثات الطبيعية المكتسبة، اضافة الى المورث الايدلوجي الجيني، فمن المستحيل التنكر لكافة تلك المحددات بسهولة، الا اذا كان هناك خلل واضح لدى الفرد او في صميم بيئته الاصلية.
هنا نود ان نتوجه الى السيد وزير الخارجية العراقي، بالسؤال عن سبب تصريحاته الاخيرة حول القضية الفلسطينية، وما سبقها من التوسط لازالة الاجتثاث عن البعثيين! هل هذا لمرض موجود في صلب بيئته الاصلية أم في نفسه الانسانية؟!
دعونا نحلل الاجابات ونتوجه بها الى المعنيين بالشأن، حيث ان السيد محمد علي الحكيم، لا يمثل اليوم نفسه وحسب، وهذا ما يثير الدهشة الفعلية، لأن من يتنكر لقضية عقائدية ومفصلية تهم قومه، بالتأكيد انه لا يستحق ان يمثلهم في الحضور الرسمي، فتارة يكون الانسان حر في تصريحه كفرد، واخرى يكون مقيد بما يؤمن به قومه من ثوابت ان كان ممثل عنهم، حتى وان اختلف تفكيره الشخصي.
إن كان لفترة غربة السيد وزير الخارجية التأثير على تفكيره، فمن باب اولى ان يتأثر اكثر ويعتذر عن تسنم منصب وزير لدولة هو لا يؤمن بمتبنياتها، وبذلك يكون الرجل له فكره الذي تأثر فيه، او ان كان هناك خلل في عقيدة بلده، وهذا العداء من المظلومية للبعث والصهاينة، فمن باب اولى ان يتخلى عن انتمائه، وفي كلتي الحالتين، على رئيس الحكومة ان يراجع قرار توزيره لوزارة الخارجية، الا اذا كان السيد عبد المهدي مؤيدا لما طرحه وزيره، وبذلك سيكون للشعب قرار في هذا.
عني ككاتب وانا فرد في المجتمع العراقي، اجد ان تصريحات وزير خارجيتي الاخيرة لا تمثل رؤية مجتمعي، بل انها تمس بالمعتقد الديني حتى، وفي الدستور ان دين الدولة هو الاسلام، فمن صبأ لا يمكن ان يمثل دولة في المحافل الخارجية بدغير دينها وديدنها، وهذا امر خطير جدا، ولا يمكن السكوت عليه بأي حال من الاحوال، وهل ان ما بيننا وبين المزدوج البعثو صهيوني، فقط اختلاف رؤى ام ان خلافنا خلاف ابعد من ان يجير الى فكرة او قطعة جغرافية؟! ان ما بيننا وبينهم اختلاف دموي وعقائدي لايمكن لأي احد ان يتجاوزه، ام اصبح الوزير كأبن عباس؟!
ليس للعيش في بيئة غير بيئة الفرد الاصلية اي تأثير، الا اذا كان لدى الفرد مرض شخصي، وبالتالي فهو لا يجب ان يمثل مجتمع في محفل رسمي، وعلى رئيس الحكومة تبيان هذا الامر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك