المقالات

هل للعيش في بلاد الغرب تأثير على العقول؟! وزير الخارجية العراقي مثلا..

2152 2019-01-04

عمار الجادر


في زحمة المفاهيم، ستجد مفهوم التأثر بالاجواء الخارجية، وحقيقة الامر انه مفهوم خاطئ، حيث انه لايوجد اي تأثير اذا كان الفرد محصنا بلقاح مناعي قوي، وبالنسبة للافكار فالعقيدة الثابتة تعتبر لقاح العقول.
ان من يتأثر في مناخ الافكار الخارجية، يعتبر غير مأسوف عليه، بسبب تقصيره المتعمد بهضم ميوله العقائدية، ولا نقصد بالعقيدة هنا الدينية فقط، بل في جميع مناح العقيدة، منها الانتماء الاصلي للوطن سواء ارض كان ام مجتمع يعيش في بقعة محددة، لهم عاداتهم وتقاليدهم وغيرها من الموروثات الطبيعية المكتسبة، اضافة الى المورث الايدلوجي الجيني، فمن المستحيل التنكر لكافة تلك المحددات بسهولة، الا اذا كان هناك خلل واضح لدى الفرد او في صميم بيئته الاصلية.
هنا نود ان نتوجه الى السيد وزير الخارجية العراقي، بالسؤال عن سبب تصريحاته الاخيرة حول القضية الفلسطينية، وما سبقها من التوسط لازالة الاجتثاث عن البعثيين! هل هذا لمرض موجود في صلب بيئته الاصلية أم في نفسه الانسانية؟!
دعونا نحلل الاجابات ونتوجه بها الى المعنيين بالشأن، حيث ان السيد محمد علي الحكيم، لا يمثل اليوم نفسه وحسب، وهذا ما يثير الدهشة الفعلية، لأن من يتنكر لقضية عقائدية ومفصلية تهم قومه، بالتأكيد انه لا يستحق ان يمثلهم في الحضور الرسمي، فتارة يكون الانسان حر في تصريحه كفرد، واخرى يكون مقيد بما يؤمن به قومه من ثوابت ان كان ممثل عنهم، حتى وان اختلف تفكيره الشخصي.
إن كان لفترة غربة السيد وزير الخارجية التأثير على تفكيره، فمن باب اولى ان يتأثر اكثر ويعتذر عن تسنم منصب وزير لدولة هو لا يؤمن بمتبنياتها، وبذلك يكون الرجل له فكره الذي تأثر فيه، او ان كان هناك خلل في عقيدة بلده، وهذا العداء من المظلومية للبعث والصهاينة، فمن باب اولى ان يتخلى عن انتمائه، وفي كلتي الحالتين، على رئيس الحكومة ان يراجع قرار توزيره لوزارة الخارجية، الا اذا كان السيد عبد المهدي مؤيدا لما طرحه وزيره، وبذلك سيكون للشعب قرار في هذا.
عني ككاتب وانا فرد في المجتمع العراقي، اجد ان تصريحات وزير خارجيتي الاخيرة لا تمثل رؤية مجتمعي، بل انها تمس بالمعتقد الديني حتى، وفي الدستور ان دين الدولة هو الاسلام، فمن صبأ لا يمكن ان يمثل دولة في المحافل الخارجية بدغير دينها وديدنها، وهذا امر خطير جدا، ولا يمكن السكوت عليه بأي حال من الاحوال، وهل ان ما بيننا وبين المزدوج البعثو صهيوني، فقط اختلاف رؤى ام ان خلافنا خلاف ابعد من ان يجير الى فكرة او قطعة جغرافية؟! ان ما بيننا وبينهم اختلاف دموي وعقائدي لايمكن لأي احد ان يتجاوزه، ام اصبح الوزير كأبن عباس؟!
ليس للعيش في بيئة غير بيئة الفرد الاصلية اي تأثير، الا اذا كان لدى الفرد مرض شخصي، وبالتالي فهو لا يجب ان يمثل مجتمع في محفل رسمي، وعلى رئيس الحكومة تبيان هذا الامر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك