الجدوى هي المسالة المهمة التي يجب معرفتها اذا تحدثنا يجب ان نعلم الجدوى من الحديث واذا اقمنا مشروع يحب ان نعرف الجدوى من المشروع واما اذا تحدثنا او عملنا والباقي على الله ، فهذا لا يلتفت اليه الله عز وجل ، لان التخطيط والغاية من الامور المهمة التي يجب ان يتعلمها المرء، وعند الفقهاء تسمى النية .
مفارقات لمعاناة عن حكايات ، بعض خطباء المنبر يتحدث عن كراماته ، بانه مريض وقال له الطبيب انك لا تشفى من مرضك وتوسل بالزهراء فشفي من مرضه وتعجب الطبيب ، اسال الخطيب ما الغاية من ذكر هذه الحكاية ؟ هل تريد ان تبين منزلتك؟ ام تريد ان تثبت للزهراء كرامات؟ ام غاية اخرى ، فان كنت تريد ان تثبت منزلتك فالحسين عليه السلام افضل منك ومني بل الحسين عليه السلام هو الوجود ، وقد مرت عليه محن فلماذا لم يتوسل بالزهراء وهي امه بل انه لو رفع يده للسماء في يوم عاشوراء لجعل عاليها سافلها ، ولكنه لم يفعل ، هل تعلم لماذا لم يفعل؟ .
انا لا اتحدث عن صدق الحكاية او كذبها او المبالغة فيها ، وهذا نفس الامر ينطبق على الاحلام التي يحكيها الخطيب بانه راى الامام الفلاني عليه السلام ، اقول ان هكذا حكايات ليحتفظ بها المتحدث لنفسه لانها لا تزيد من يقين او تجعل المشكك على يقين بان للائمة عليهم السلام كرامة ويجب الاعتقاد والاعتماد عليها.
اربعة عشرة سنة واكثر من ثمانين فضائية اسلامية شيعية واربع وعشرين ساعة تبث واخيرا خلال يوم او يومين انتج لعبة بوبجي جعلت الكثير من الشباب الاسلامي يلهو ويتحدث بها ، اين الخطاب المؤثر على هذه الشريحة لاسيما الشباب التي تلهو اكثر مما تتعلم؟ .
الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء ترك لنا دروسا يجب ان نتحدث عنها ونعلم غاياتها لا ان نؤكد على الماساة بل البعض منهم يبالغ في هذه الماساة حتى يفرغ النهضة عن قيمها وعبرها من حيث يعلم او لا يعلم ، فهل ان جريمة قتل الحسين عليه السلام لوحدها لا تعتبر جريمة الا باضافة القصص عليها ؟، وهل انها ستكون اقل تاثيرا لو رفضنا بعض القصص الخيالية التي تسيء للنهضة اكثر مما تظهر معانيها الحقيقية ؟وهل سنقل قبحاة بني امية ان ذكرنا قتل سبط رسول الله لوحدها؟
واما الذين يتربصون نا فلهم الكثيرمن الافلام والتدليس علينا من خلال الارتجال في الكلام لبعض الخطباء الذي يذهب بعيدا في المغالاة فيجعل النواصب قدح وتجرح وتشهر وتستهتر كثيرا بقيمنا ودليلها شطحات بعض من يرتقي المنبر وهو غير مؤهل لذلك حتى وان كانت نواياه حسنة فالحذر واجب .
قال الإمام الصادق (عليه السلام) لأصحابه ذات مرة: ((فوالله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، وما نقدر على ضر ولا نفع، وإن رحمنا فبرحمته، وإن عذبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجة، ولا معنا من الله براءة، وإنا لميتون، ومقبورون، ومنشرون، ومبعوثون، وموقوفون، ومسؤولون))
واما في دعواتنا وبيني وبين الله عز وجل وفي زيارتنا نعم اذكرهم واتوسل بهم لان يكونوا الوسيلة لي عند الله عز وجل فان تحقق المطلوب ام لم يتحقق شكرت ربي لانه اعلم بعاقبة الامور .
الغاية من المقال يجب ان نلتفت جيدا لخطابنا ونؤكد على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قولا وعملا .
https://telegram.me/buratha