المقالات

السبع الموبِقَاتِ!!

1481 2018-12-29

ضياء المحسن

 

في حديث للرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ((إجتنبوا السبع الموبقات - يعني المهلكات - قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات))

الذي يهمنا من حديث الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) هو قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، نبهت الكثير من الآيات القرآنية الى عدم وجوب قتل النفس المحترمة إلا إذا كان هناك مبرر قوي لذاك الفعل؛ أضف الى ذلك أن العقوبة تكون من جنس الجريمة المعاقب عليها، فلا يجوز أن تتم معاقبة شخص أخر بجريرة إرتكبها غيره

نأتي الى معنى كلمة الحق، فما الذي يعنيه صاحب الرسالة بهذه الكلمة؟ وهو الذي يصفه القرآن الكريم "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" النجم : 3-4، نستشف من هذا أن المقصود به هو أن يكون فعل من إستحق عقوبة القتل كان قد قام بفعل يستوجب هذه العقوبة السالبة للحياة وليست مثل عقوبة السجن التي هي سالبة للحرية

ليس كل الأفعال والتصرفات التي تصدر عن الإنسان تستوجب القتل أو حتى التعزير، فهناك فعل يمكن بالنصيحة أن يتداركه من فعله، لأنه قد يكون فعل تلك الفعلة عن حُسن نية أو بغير نية التسبب بأذية للأخر " مهما كانت توجهاته الفكرية"

الذي نلاحظه أن البعض ممن يدعون التصدي للدعوة الإسلامية بوصفهم دعاة " خاصة السلفيين منهم" يكفرون أي شخص لا يلتزم نهجهم الفكري، وتصرفاتهم التي يدعون أنها تعبر عن إلتصاقهم بالسلف الصالح من الأمة. لكن هل تصرفات السلف الصالح تمنع الإنسان من التمتع بما مَنَّ الله عليه من نِعَمْ، والله في محكم كتابه يقول " وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" الضحى11، فهل يستقيم أن يعثو الرجل لحيته ويطلقها بدون أن يعتني بها ويلبس لباس لباس قصير مع ما يقول الله سبحانه وتعالى

مسألة تكفير المسلم للمسلم غير جائزة شرعا، ولا أدري من أتى البعض بها، فالقرآن يخاطب الرسول الأكرم في سورة الكافرون " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" 6، وهو هنا يخاطب الكافرين من قريش الذين لم يدخلوا الإسلام، فكيف يأتي الأن وبعد أربعة عشر قرنا من تاريخ الرسالة المحمدية السمحاء أشخاص مثل " العريفي والقرضاوي" ويكفروا مسلمينن ذنبهم الوحيد أنهم يختلفون معهم في المذهب، ثم من قال أن مذهبكم هو أحسن المذاهب الإسلامية؟!

يعد الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، سادس الأئمة في المذهب الجعفري؛ ويعتبره أهل السنة والجماعة أساسٌ لكل طوائف المسلمين دون القول بإمامته، يقول عنه الإمام أبو حنيفة النعمان حينما سُئل عنه " من أفقه من رأيت؟" فأجاب قائلاً: "جعفر بن محمد، لمَّا أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فُتنوا بجعفر بن محمد، فهيّء له مسائلك الشداد، فهيّأت له أربعين مسألة، ثم بعث إليَّ أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور، فسلمت عليه فأومأ إليّ فجلست، ثم التفتّ إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة، فقال: نعم أعرفه. ثم التفتّ إليَّ فقال: ألقِ على أبي عبد الله من مسائلك، فجعلت ألقي عليه ويجيبني فيقول: أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعنا، وربما تابعهم، وربما خالفنا جميعاً، حتى أتيت على الأربعين مسألة فما أخلّ منها بشيء!" ثم قال أبو حنيفة: "أليس قد روينا: أعلم الناس، أعلمهم باختلاف الناس؟!" أما أشهر طلابه الكيميائي العربي جابر بن حيان و الإمام أبو حنيفة النعمان والإمام أنس بن مالك؛ الذي نقل عنه جملة من الأحاديث

فإذا كان إثنان من علماء أهل السنة والجماعة أخذوا من علم مؤسس المذهب الجعفري، وهو في نظرهم كافر يستحق القتل " الذي حرمه الله إلا بالحق" أليس هذا ينطبق على أبناء الحنفية والمالكية "إلا أن يتبرءا من مذهبيهما" وينخرطا من جديد في "دين الله الجديد" دين العريفي والقرضاوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك