المقالات

رفقاً بالقوارير!

2148 2018-12-19

أمل الياسري


فرحتُ كثيراً لدعوتي بزيارة إحدى منظمات المجتمع المدني، في جلسة حوارية خاصة مع مختلف النساء المعنفات، والمطلقات، والأرامل من مجتمعنا، الذي ينظر للمرأة نظرة ضيقة، فلم أستطع تحمل الكلمات التي صدرت عنهن، فقد كانت مليئة بالأسى والوجع، فأولهن قالت: أريد من زوجي أن يغسل قلبه قبل جسده، ولسانه قبل يده، ويحسن الظن في الناس، مع أن كلمة طيبة واحدة منه، ترفعني كالطير الى السماء، قالتها وغطت وجهها الدامي بمنديل أسود!
توجهت لأخرى قابعة في زاوية الغرفة، وقلت لها: أي نوع من العنف تعانين؟ قالت: إستهلكني زوجي فأهلكني، وفقدت كل ما يمت للمرأة بصلة، وكنت أحرص على أن لا ينقصه شيء، فتركت نفسي وراء الطبيعة وعلى ما يبدو فهذه الدنيا ليست للطبيين، أترين هذه الكدمات والندوب، إنها ثمن طيبتي وتفريطي بكرامتي!
إنتفضت معنفة أخرى قائلة: تزوجته لأنه كبير السن يدرك الحياة، لكنني بعد سنوات فوجئت بصغر عقله، وهو متفاجئ بنضجي رغم صغر سني، ومع ذلك أحاول أن فقد ذاكرتي أمامه لئلا يشعر بالحرج! وقد تجرأت في إختيار حياة أخرى بعيدة عن الصغر والكبر، فطلبت منه الزواج بجارتي الكبيرة، وها أنا احضر لهذه الجلسات لأتحدث عن إختياري السيء، الذي لم يجلب لي سوى التعاسة في حياتي، لقد كنت أتوقع أنه مثل والدي!
توجهت لأمرأة مطلقة متوسطة الجمال وسألتها: أضاقت عليكِ الحياة معه لتطلبي الطلاق؟ أجابتني: (مَنْ يعشق روح الأنثى فلن يعشق إلا واحدة، ومَنْ يعشق وجه الأنثى فلن تكفيه أناث الأرض جميعاً، معلنة أنها تقرأ كثيراً عن المرأة والثقافة الزوجية، وتوجيهات السيد هادي المدرسي، والشيخ حبيب الكاظمي) فهلا تمعنتي في مشكلة طليقي؟
بادرتني إحداهن بسؤال أقلقني كثيراً: هل يحترمكِ زوجكِ، ويقدر مجهودكِ في البيت؟ فإنهمرت لاءات بعدد نظراتها، والتعجب يسير في تمتماتها، لأنني دهشت من كونها إمرأة قروية حقيقية، لكنها تسرد الدمع في مدينة مقطعة الأوصال، وذلك أنها فقدت ولديها الصغيرين، بسبب إهمال زوجها في ترتيب الخط الناقل لكهرباء البيت فماتا صعقاً!
تجمعت النساء حولي وهن معجبات بطريقة حديثي، وقلت في نفسي لقد حانت الفرصة: القضية مؤلمة بأن نجد مجتمعاتنا الإسلامية بهذا البؤس، وبعيدة كل البعد عن قيم الدين الأصيل، في التعامل مع المرأة، مع ( أن أكبرة قوة للرجل على المرأة، حين يجعلها تطيعه لأنها تحبه، وأكبر دليل على ضعف الرجل عندما تطيعه لانها تخافه) فلم لا تفكر ملياً أيها الرجل: وأنت إنسان راقي التفكير والأخلاق؟ دعوة للرجال لمغادرة العنف اللفظي والجسدي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك