المقالات

الانتفاضة والمرجعية وسلطة الاحزاب اليوم


الحديث عن الانتفاضة وقبلها الازمات التي مرت بالمرجعية في زمن طاغية العراق جعلت من البعض يقرا المشهد ويطرح رايه بما يجب ان تكون عليه المرجعية ، ولان الحديث يطول فالمقال لا يكفي للمطلوب ولكنني توقفت عند مقالة اشار لها عادل رؤوف في كتابه ( العمل الاسلامي في العراق بين المرجعية والحزبية ) وقد تضمن الكتاب عدة اطاريح البعض منها مرفوض والبعض الاخر منطقي ولكنني اقف عند الصفحة 451 وفي هامشها الاول يقول " لقد حز في نفسي ( كاتب المقال اسمه في اخر المقال) وفي نفوس الكثير من العراقيين والمسلمين والغيورين سكوت المرجعية العليا في النجف عند اعدام السيد محمد باقر الصدر ومجموعة من وكلائه واتباعه من شباب الحركة الاسلامية العراقية المظلومة وسكوتها عن تهجير مئات الالاف من شيعة العراق في اتعس الظروف ومصادرة ممتلكاتهم ووثائقهم وسكوتها عن جريمة الاعتداء الصدامي على الجارة ايران . 

ارجو ان لا يستغفلنا البعض فيقول ان قلوب المرجعية العليا ودعواتها كانت معنا والمقصود بالسكوت هو عدم اعلان واعلام الراي العام الشيعي العراقي والاسلامي بالموقف المبدئي الواضح للمرجعية بالدرجة التي تتناسب مع مقام المرجعية ومع سعة قاعدتها الشعبية ومسؤوليتها الشرعية..( اكرم الحكيم ، البديل الاسلامي ، العدد (71)، 5/12/1991 . 

بالرغم من قصر نظر كاتب هذه المقالة الا ان الجواب يصبح واضح وجلي بما هو حال العراق اليوم الذي حكمته تلك الاحزاب ( المناضلة ) التي اشار لها الكاتب ، ففي الوقت التي كانت كل مساراتهم في زمن طاغية العراق فيها ثغرات اضافة الى ان الانتفاضة التي كان وراء فشلها حزب اسلامي تطرق له مختار الاسدي في كتابه الصندوق الاسود وكذلك عادل رؤوف في كتابه هذا ، اضف الى ما حدثني به الدكتور نزار حيدر عن تلك الحقبة وساعات اعلان الانتفاضة ، لذا فحري بالاخ الكاتب ان يتطرق الى هذه الاحزاب التي يراها ثائرة ومناضلة من اجل الاسلام . 

بالامس كانوا يجاهدون من اجل العدالة ونشر الدعوة الاسلامية ، اليوم اصبحت كل مقدرات العراق بيدهم اين تلك المبادئ التي تحدثوا عنها ؟ فكان هذا الواقع قراه بدقة السيد ابي القاسم الخوئي قدس سره وبالفعل ذكر الكاتب عادل ان للمرجعية رؤية تختلف عن رؤيتنا بما لها من ابعاد فقهية واجتماعية وحتى سياسية ، وهذا هو الحق ، وعن الذين سفروا بالامس وصودرت اموالهم ، هل تعلم ماهي استحقاقاتهم اليوم من خيرات العراق فالاملاك عادت مضاعفة والتهجير اصبح وظيفة وتقاعد والسياحة في ايران اصبحت استحقاق شهري يتقاضاه الجميع وبارقام فاحشة دون النظر الى ما يجري في العراق من ماساة ، فان كانت الاحزاب في زمن الطاغية تنادي بالدعوة الاسلامية وبالسر خوفا من الاعدام، اليوم المجال مفتوح لكم ومعها السلطة وابار النفط ، اين تلك الدعوات التي كنتم تتحدثون عنها ؟ 

واما الموقف من ايران فان ايران اصلا تبحث عن مصالحها وهي التي كان لها دور في مسار الانتفاضة الشعبانية اسال من كان في ايران في تلك الحقبة ، اضف الى ذلك لايران مواقف ايجابية مع العراق بعد السقوط فهل تعلم ان بعض الشيعة قالوا ايران بره بره ، وعليه يبقى الموقف ضبابي من حيث الموقف الايراني من العراق وموقف شيعة العراق من ايران . 

واخيرا يتحدث الحكيم الحكيم عن قاعدة المرجعية ومكانتها ومسؤوليتها الشرعية ، عجبا اذا كنت تعلم ذلك فهل يصح ان تملي عليها، كيف تتخذ موفقا مما جرى؟ ، اليست تلك الجماهير التي هتفت عن تشييع جنازة السيد محسن الحكيم ثم رميت في الشارع وهرب الجميع ؟ 

امنية لكل العراقيين ان يعود للحياة السيد محمد باقر الصدر حتى يرى الاحزاب التي تنادي باسمه وترفع رسمه كيف هو وضعها ؟ 

السيد السيستاني هو نفسه السيد الخوئي في قيادة الحوزة في اغلب الاراء واليوم تلك الاحزاب التي كنت تطالب يا جناب السيد اكرم الحكيم مرجعية السيد الخوئي الوقوف معها مع سطوة طاغية العراق اليوم السلطة لها ووقف معها السيد السيستاني بكل جهده وجهوده على الصعيد السياسي والامني الداخلي والخارجي وحقق مواقف عجزت من تحقيقها تلك الاحزاب فهل التزمت بما بنصائح السيد السيستاني ؟ ، فبعد خمسة عشرة سنة ماذا حققت الاحزاب الاسلامية للعراقيين من تلك الدعوة والعدالة التي كانوا ينادون بها ايام الطاغية ؟ 

واخيرا اقول للاستاذ عادل رؤوف كانت لك قراءات في كتابك هذا قبل سقوط الطاغية ، اقترح عليك اعادة كتابة هذا الكتاب ، واعادة قراءاتك عن الاحزاب الاسلامية بعدما تمكنت من السلطة ، فستجد كثيرا مما كتبت بخلاف ما يجري اليوم 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك