المقالات

المرجعية الدينية، خارطة طريق جديدة لعمل الحكومة

1703 2018-12-01

ضياء المحسن


منذ سقوط نظام البعث في عام 2003 والمرجعية الدينية تحث الحكومات المتعاقبة على العمل من أجل تحسين الأوضاع الإقتصادية والخدمية لجميع أبناء الشعب العراقي، ولم تألوا جهدا في تقديم النصح والمشورة طيلة الفترة الماضية، لكن المشكلة أن هؤلاء السياسيين لم يكونوا يستمعون لهذه النصائح.
المشكلة التي يعاني منها سياسيوا هذه الفترة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون، ولا يأخذون بالنصائح التي يسمعونها من أطراف أكبر همهم هو أن يكون العراق متجاوزا للمحن التي هو فيها من طائفية وحزبية وكثير من الأمور التي لا حصر لها هنا.
في لقاءه مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة تحدث سماحة المرجع الأعلى بوضوح أكبر هذه المرة، عندما قال بأن الحكومة أمامها مهام كبيرة لتحسن الأوضاع المعيشية، بالإضافة الى محاربة الفساد، وهذا يعني ان المرجعية تشخص الأمور للحكومة الجديدة عليها أن تقوم بمعالجتها.
لا يمكن لأي منصف أن ينكر دور المرجعية الدينية في الحفاظ على النسيج الإجتماعي للشعب العراقي في أكثر من موقف، على سبيل المثال لا الحصر؛ وقفت المرجعية بوجه المحاولات لجر البلد لحرب طائفية عندما قام بعض الإرهابيين بتفجير مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء، و فتوى الجهاد الكفائي التي عبئت الجماهير للوقوف بوجه الهجمة البربرية الصفراء لداعش وأذنابها في المنطقة، والمدفوعة من قبل الوهابية في السعودية.
كما دأبت المرجعية الدينية بصفتها الأبوية ان تنصح جميع الفعاليات السياسية، بضرورة العمل مجتمعين من أجل تقديم الخدمات والنهوض بالواقع الخدمي المتردي، لكنها عندما شعرت بأنهم لا يسمعون كلامها، امتنعت عن لقائهم بالإضافة الى انها لم تعد توجه النصح لهم، بل توجهت الى الشعب الذي بيده الحل والعقد، حينما قالت بضرورة (عدم تجريب المجرب) في محاولة منها لكشف الفاسدين ومنع وصولهم الى مواقع تنفيذية وتشريعية، لم يقدموا خلالها شيئا للنهوض بالواقع الخدمي والإقتصادي.
لقد أثبتت المرجعية الدينية أنها بحق الممثل الشرعي في الدفاع عن مصالح هذا الشعب بمختلف مشاربه، أمام من يدعون أنهم يريدون خدمة المواطن، وأطلقوا شعارات فارغة لم ولن تصمد طويلا أمام الواقع، عندما تفرغوا لتثبيت المكاسب التي يحصلون عليها طيلة الأعوام الأربعة القادمة، لهذا فهي اليوم تراقب بعين ثاقبة ما تقوم به الحكومة من أعمال ولا نقول مشاريع، ذلك لأنها تحاول في هذا الوقت التهيؤ للإنطلاقة الأولى بعد إكتمال التشكيلة الحكومية، والتي لا تزال تعترض إكمالها مصالح خاصة لهذه الكتلة او تلك، مع أن المفترض أن يقوم رئيس الوزراء بتقديم الكابينة الوزارية الى مجلس النواب، الذي بدوره يوافق على من يراه صالحا؛ ويرفض من لا يجد أنه أهلا لهذه المهمة.
إنطلاقا مما ذكرناه فإن على أعضاء مجلس النواب ورئيس الحكومة الحالية، أن يعلموا جيدا بأن المرجعية في الوقت القادم لن تسكت عما يقومون به؛ فيما إذا لم يكن يصب في مصلحة المواطن، وأنها ستقوم بفضح كل من تجده لا يستحق المنصب الذي تسنمه عن طريق كتلته او حزبه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك