عمار الجادر
لا نستطيع ان نكذب على التأريخ، ولا نقدر ان نقول ان ما جرى بين طوائف المسلمين اخطاء فردية، بل نستطيع ان نعض على الجراح لنحقق لنبي الرحمة مشروعه، والمغفرة صفة من آمن برب محمد.
حكاية ومدلول:
يحكى ان اخوين اثنين، مات ابوهما، وكان ابوهما على خلق جميل، فجعل لهم يوما في منتصف رمضان، سنة حسنة يجتمعون فيها ويتسامرون دون عتب ولا شقاق، فكانت تلك سجيتهم حتى ولو اقتتلا في باقي ايام السنة، وكان احدهما شقي والاخر لطيف وحنون يسير بنهج والده، فقام الشقي بالتحايل على ذلك اليوم، بغضا باخيه، فقدم اليوم الى العاشر من رمضان، اما اخيه الثاني لكي لا يكسر وصية ابيه، ويساير اخيه، جعلها خمسة ايام، واسماها خميس الاخوة والوفاء، وكان يتلهف شوقا لتلك الخمسة، فقال احد ابناء الاخوة ( ماذا لو كانت عمرا وليس خمسة؟!)).
حقيقة الامر، ان ولادة نبي الرحمة كانت رحمة لقريش منذ كانت كافرة، حيث ابعد الخالق عنهم شر الاحباش، كرامة لولادته، ورحمة في حياته حيث بعث في الاميين رسولا منهم، ورحمة بعد استشهاده، حيث ان ولادته وان اختلف بها الاخوة، لكنه بقى رحمة وسلام، اذ انها اصبحت اسبوع، وهذا الاسبوع نعيشه دون شقاق وكأن رحمة منه تحف الجميع، ولكن من حق الاولاد ان يتساءلوا، ماذا لو كانت عمرا، وجيلا بعد جيل؟!
اما آن الاوان ان نلتفت قليلا الى ما فعلت بنا سوء النوايا؟! هل يبقى الاخ الاخر بغيه؟! بينما نهج ابينا وقائدنا واحد، ولما لا نحقن الدماء ونجعله عمرا من الهناء؟! نحن اسياد البشر بأخلاق ابينا ورحمته، وما ذهب مع اهل الفتن ذهب، فلنكن نحن اليوم باسم الاسلام، سلاما لأهل الارض، ومفخرة لوالدنا على اهل السماء، ولكي نفعل هذا قل تعالوا الى كلمة سواء بيننا، ونبر والدنا باهله ونسير بهديهم.
ان الدماء التي سالت من غير حق، والاجرام الذي شاب اخلاق بعض ابناء الامة، لا يمكن ان نتغاضى عنه لانه بيت الداء، ولكن اكراما لخلق ابينا وبرا به، ان كنا ندعي فعلا حبه والتسليم لامره، ولكي نكون وحدة لا تقهر امام اعدائنا، فما قوة اسرائيل عدوة ابينا الا بفرقتنا، وشتات امرنا، ولننطلق نحو مستقبل لجيل مسالم، يعرف تأريخه، ويعرف عدوه، فنكون خير امة اخرجت للناس، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
اسبوع المحبة والسلام، ثقافة جميلة ولكن! لا نريد ان تكون صورا فقط، وجميعنا يدعي العودة لنفس الاب، وعلينا ان نحاسب انفسنا، ونعود الى ارث ابينا وهو الكتاب والعترة.
https://telegram.me/buratha