كل فعل او قول دونته الاوراق الصفراء لتثبت تاريخيا لا يمكن للعقل ان يتجاهله كله او بعضه ولكن الاهواء تفعل ما تشاء ، والاخطر في اختزال التاريخ عندما ننظر اليه من زاوية معينة ونجعلها الحكم على الزاوية الاخرى ، المفاضلة في مفردات التاريخ امر مفروغ منه والاهمية اخذت حيزها ابتداء من خالق الكون وانبيائه ورسالاته واوليائه والمؤازرين لهم كل حسب حقبته التاريخية
ارجو ان لا يفسر كلامي في غر مكانه ولا يعتبر انه تعاطف مع الراي الاخر ولكني انظر لواقع لا يمكن ان يلغى وفي نفس الوقت هنالك احداث ماساوية هي الاخرى لا يمكن ان تحرف او تلغى .
الاغلب يعتقد ان هنالك صراع بين الدين والعلم وهذا في حقيقة التاريخ لا يوجد اطلاقا ، ولكن قد تكون هنالك شريحة من الطرفين الدينيين والعلميين تطرفوا في ارائهم فنشات هذه الافكار التي روج لها المغرضون للنيل من الدين الاسلامي ساعده على ذلك هي عدم تسليط الضوء على العمران والعلم الذي نهضت به الدولة الاسلامية وخصوصا الدولة العباسية ، لا جدال بما قام به الخلفاء العباسيون من تنكيل وقتل لذرية ال البيت عليهم السلام باستثناء البعض منهم كان هنالك انفراجا في زمن خلافتهم ولكن بالعموم ظلموا الائمة عليهم السلام وذراريهم ، ولكن هنالك عمران شاخص الى اليوم يدل على النهضة العمرانية التي كانت عليها الدولة الاسلامية في وقتهم وليس هذا فقط بل حتى بعد اضمحلال الخلافة العباسية هنالك شريحة من العلماء الذين ابدعوا وفي مجالات مختلفة من العلم منها الطب والفلك والفيزياء والرياضيات بل اصبحت هي الاساس في نهضة الغرب العلمية ، وفي نفس الوقت كان هنالك نهضة علمية عند الروم ولعل حكاية صناعتهم للعملة التي ارادوا اذلال المسلمين بها لولا الامام الباقر عليه السلام الذي علمهم علما اذهلهم لانه لم يكن في حساباتهم ان رجل الدين يعلم هكذا .
عودوا للقران فكثير من الايات تتحدث عن الصناعات والبناء ، صناعة الحديد زمن النبي سليمان وبناء سد مارب وسفينة نوح والعملة الورقية ايام فتيان الكهف .
هذه النظرة الدينية فقط للتاريخ جعلت المتربصين بالدين الاسلامي يروجون للراي العام بان الحضارة والعمران لا يلتقيان مع الاسلام ، وهنا اود الاشارة الى راي الدكتور علي الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري حيث يذهب الوردي الى ضرورة ان يكون الفساد حتى يكون العمران بل انه انتقد خطيب منبر قال لا مانع من اخذ التطور العلمي من الغرب والتعلم منهم دون العادات والتصرفات التي تخالف الاسلام ، فيقول الوردي هل هي محل بقالة لا يحق له الانتقاء بل يرضى بعلومهم ومفاسدهم .
وهنا نسال هل ان الذي بنى اعلى برج او وصل للقمر او صنع سيارة او طيارة وغيرها من التقنيات الحديثة هو مذنب بسبب علمه هذا ؟ كلا ولم يصدر من الفقهاء من يرفض هذا ، اما الحديث عن الديانة فهذا مبحث اخر ، نعم كل شخص يرى المخالف لدينه كافر ، ولكن هذا لا علاقة له بالعلم .
يبقى السؤال هنا هل ان ضمن مفردات الدين الاسلامي تشريعات وعلوم تخدم البشرية مستقبلا ؟ هنا نقول نعم وبالتاكيد ، ولست في محل البحث والاثبات ، ولكن غايتي ان لا نحاول بخس التطور العمراني او منحه الطائفية مثلا العالم الفلاني شيعي والاخر سني بل كلهم مسلمون والتاريخ ينظر اليهم باجلال الرازي ابن الهيثم ابن سينا الفارابي والخوارزمي وغيرهم ، كما لا يصح ان نلغي تاريخ الطغاة بما له وعليه فهنالك كثير من الظلمة تركوا لمسة عمرانية على بلدهم ومهما يكن الاسلوب فالتاريخ يذكرها خلال حكم الظالم الفلاني .فعندما نتجاهلها ونرفضها وننعتها بالسيئة فاننا نتيح الفرصة لمن ينال من المسلمين ليقول انظروا انهم ضد العمران والحضارة .
هنالك اثار نفتخر بها وهي اثار بابل او اي اثار قبل الاسلام ولكن بعد الاسلام لا نهتم للنهضة العلمية التي رافقت بعض الحكام خلال حقب من الزمن ، وهنا نمنح الفرصة للاخرين للنيل منا .
هل تعلمون ان هارون الرشيد في العام 807 ميلادية اهدى إلى شارلمان ملك الفرنجة "ملك فرنسا في ذلك الوقت " ساعة مائية من النحاس الأصفر فأثارت دهشة الملك وحاشيته ، اعتقد رهبان الملك أن في داخل الساعة شيطان يسكنها و يحركها, و جاؤوا الى الساعة أثناء الليل، واحضروا معهم فؤوسا و حطموها إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئا سوى آلاتها
https://telegram.me/buratha