المقالات

مفهوم الوحدة الإسلامية في فكر شهيد المحراب (قدس سره)

1825 2018-11-17

ضياء المحسن

 

لقد كان شهيد المحراب، آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم( قدس سره) (1939ـ 2003) دائم التفكير لوضع ما يمكن أن يسمى بمؤسسة للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والدعوة الى االوحدة؛ وذلك للرد على بعض ما يكتب عن الشيعة في كتب أهل السنة وبالعكس، والتركيز على المساحات الكثيرة من المشتركات التي تجمع بين الفريقين؛ من هذه المشتركات التي كان دائما مايركز عليها (( أن هناك إسلاما واحدا إنطلق من وحي الله وتحرك في سنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنه مهما كان الإختلاف علينا أن ندرس هذا الواقع ونعمل على إيجاد روحية للحوار بالعودة الى المنهج القرآني الذي دعا إليه أهل الكتاب الى كلمة سواء؛ وأن لا يتحول المذهب الى دين أخر، فما دام العودة لله ورسوله فيما يتنازع المسلمون فلابد من أن نجعل الحوار الجانب النفسي والشعوري، بحيث نهيء روحية الإنسان المسلم الذي يختلف مع أخيه المسلم الأخر في بعض جوانب العقيدة أو الشريعة لكي يتقبل المسلم الأخر ويعترف به.

ويلتفت شهيد المحراب في قراءاته الى ضرورة معالجة التحديات الحضارية التي تواجه المسلمين من خلال "الوحدة الإسلامية" التي وضع أساسها القرآن الكريم، وعالجها أهل البيت عليهم السلام، ويؤكد على دور شيعة أهل البيت في الإنسجام والوحدة مع بقية أطراف المجتمع الإسلامي والمسلمين من بقية المذاهب الإسلامية وأنهم حتى في ممارستهم لمبدأ التقية مثلا فإنهم (( يمارسون التقية مع هذه الطراف تحقيقا للإنسجام ، وترسيخا لروح التعايش بين المسلمين، وتأكيدا للتماسك بين الجماعات الإسلامية)) وأن التقية مع أنها في أحد أبعادها حققت لشيعة اهل البيت الحماية  من عمليات القمع فإنها أيضا حققت مايصبو إليه أهل البيت عليهم السلام وهو " تحقيق الوحدة والإنسجام في المجتمع الإسلامي".

ويحدد شهيد المحراب (قدس سره) في هذا بعدين لتحقيق الإنسجام والوحدة، الأول البعد العملي والذي يعني" الإقتداء والتأسي بمسيرة الأنبياء والربانيين والصالحين" والبعد الثاني البعد النظري والذي يحدد معالمه "في الحرية الفكرية والسياسية التي تبنتها نظرية أهل اليت في الوحدة الإسلامية، وكذلك فسح المجال أمام الممارسة السياسية الحرة المقننة والمشروعة على المستوى الإجتماعي، والإتصاف بسعة الصدر في فهم وإحترام أراء العلماء من جميع المذاهب الإسلامية ونظرياتهم ودراستها بشكل موضوعي" وفي هذا فقد دافع شهيد المحراب (قدس سره) عن الوحدة العراقية واعتبرها خطا أحمر لايمكن لأي كائن أن يتجاوز عليه، ومن هذا فقد كان أول المعارضين لأن يكتب دستور العراق بأيدي أجنبية، كما أنه كان يناقش الخطط التفصيلية في عملية الإسراع بأنجاز المرحلة الإنتقالية وتشكيل مؤسسات الدولة، وكل هذا يتم إما عن طريق لقاءات مباشرة مع قيادات المجلس الأعلى، أم من خلال خطب الجمعة ولقاءاته المتكررة مع المواطنين والتي تتلاقفها وسائل الإعلام لتنشرها. لقد كان يؤكد في كل ماتقدم على ضرورة أن يكون مشروع الدستور عراقيا، وأن لا يكون للوجود الأمريكي أي دور في كتابة الدستور، مع ضرورة مشاركة أبناء الشعب بمختلف طوائفهم وإنتماءاتهم في كتابة الدستور وإبداء أراءهم حول طريقة إدارة الحكم في العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك