أحمد الشمري
كلنا نعلم بالدليل القاطع أن المواد المستخدمة في طباعة العملة العراقية لا تتلف بالماء، النقود الورقيّة بالمجمل لا تصنع من الورق العادي المستخدم في الكتابة، بل تصنع من القطن لتكون محمية تماما من الاضرار التي تعرضها للتلف.
اعرض هنا لك سيدي القارئ تحليلا شخصيا حول حادثة مصرف الرافدين التي تسببت بتلف سبعة مليارات دينار منذ ان اعلن عنها محافظ البنك المركزي وكالة علي العلاق حتى تحول تصريحه الى مادة للسخرية ومناسبة لانتقاد اوجه الفساد في العراق .
فقد تداول كتاب واكاديميون وصحافيون وناشطون عراقيون عبر وسائل التواصل فيديو يتحدث خلاله العلاق أمام مجلس النواب، و قال فيه إن مياه الأمطار التي شهدتها البلاد مؤخرا قد دخلت خزائن مصرف الرافدين وتسببت في وقوع ضرر بالغ بالأوراق النقدية المخزونة بنسبة مئة بالمئة وانه تم استبدالها من قبل البنك المركزي .
تحدث العلاق من البرلمان: الموازنات العامة للعراق تخلو من الدعم للصناعات المحلية
و رغم اشارة العلاق الى ان مصرف الرافدين يمتلك وثائق تثبت صحة إصدار العملات التي تعرضت للتلف الا انه ولغاية الان لم يظهر اي اثبات مصور عن العملة التي دخلت اليها مياه الامطار .
فمن وجهة نظر الخبراء المصرفيين، فإنه اذا كانت العملة التالفة حقيقية فان اجراء البنك المركزي بابدالها طبيعي وسليم، لكن عليه اتخاذ اجراءات عقابية ضد مصرف الرافدين بسبب اجراءات الوقاية والحماية للعملة.
لكن الامر يبقى مجهولا الى الان اذ لا يوجد اي دليل واقعي يثبت ذلك و هنا برز دور عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي بمطالبتهم محافظ البنك المركزي تقديم أدلة وبيانات تؤكد أن التلف حصل بسبب مياه الأمطار و اغلب المشككين في صحة تلف هذه الأموال الكثيرة اشاروا إلى أن البنوك عادة تكون مجهزة بخزائن تحفظ الأوراق النقدية من المياه والحرائق ومخاطر أخرى.
الأمر الآخر الذي يدعو لزيادة الشك هو تصريحات اللجنة المالية في مجلس النواب و التي تنص أن المعلومات المتوافرة لديها تقول إن العملة التالفة هي 12 مليار دينار عراقي، وليس 7 مليارات ، و هذا الفعل إن صح يبرهن صحة العبارة " يبدو إن علي العلاق لم يفهم معنى غسيل الأموال " .
في حين من يثبت أن الأموال صحيحة وليست مزورة ؟ و من يثبت أن الأموال موجودة أو لا؟
من يتحمل مسؤولية الغرق إن كانت صحيحة؟
ومتى تعرض العراق إلى فيضانات عارمة لتغرق السبعة مليارات حسب إحصائية علي العلاق .
العلاق لم يتحمل أمانة لمدة 4 سنوات و لم يتعامل مع المنصب بجدية ، فلو كان مسلما حقيقيا و عرف معنى الإسلام لكن له من نبي الله يوسف عليه السلام عبرة حيث أؤتمن على الحنطة 7 سنوات و لم تصاب الحنطة بسوء .
قال تعالى : ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ♤ )
و لنعتبر مبررات العلاق حول تلف المليارات في زمن التقشف صحيحة ، هل وضع اسمه على النقود هو قانوني و معمول به في الدول الأخرى النامية و غير النامية ؟
إذا العلاق ليس أهلا لمنصب في حكومة إصلاحية شعارها المجرب لا يجرب و على القضاء العراقي محاكمته و عدم التهاون في إصدار الحكم العادل كونه مستخف بالعراق و شعبه .
https://telegram.me/buratha