ahmad.pro1995@gmail.com
لا شك أن نموذج الانتصار الشعبي أمام احتلال إسرائيلي معزز بواقع سياسي دولي داعم، وواقع عربي وإسلامي صامت، وواقع فلسطيني منقسم على ذاته، يجعل من الأهمية إعادة قراءته بشكل أكثر بعدا عن الحالة نفسها، لأن مفاعيل الحدث لا تزال قائمة في القدس وعلى أبواب الأقصى، وفي كل فلسطين.
فما سجلته حالة الصمود، والإرادة، ومن ثم القدرة على تحقيق الهدف من الاعتصام، من شأنه أن يؤسس لحالة متنامية من الفعل الفلسطيني الذي يمكن أن يتناغم مع واقع غير متوافق مع إمكانياته المادية في المقاومة، أو إمكانياته السياسية أمام حالة الاحتضان الدولي الأميركي للمشروع الإسرائيلي، وحالة تغلغله في المنطقة.
وبالتالي فإن تعزيز تحويله إلى نموذج من شأنه أن يحقق عددا من الأهداف المستقبلية.
أولها: مواجهة حالة تراجع الوعي المعرفي في مقاومة الاحتلال بشتى الوسائل والأدوات، وعدم الاقتصار على شكل واحد، أو التسليم بأن مقاومة المشروع الإسرائيلي لا يمكن مواجهته في الوقت الحالي، وهو ما يعيد الاعتبار للحالة الشعبية التي عرفها الفلسطيني منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، مرورا بالانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة)، والانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى)، والانتصار على البوابات الإلكترونية، وصولا إلى مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، والصمود الشعبي في الخان الأحمر شرقي مدينة القدس المحتلة.
ثانيها: إعادة صياغة لشكل العلاقة الفلسطينية الداخلية، سياسيا وتنظيما، وتقليص حالة الفجوة ما بين المستوى القيادي والشعبي، فالاستمرار بحالة البعد من شأنها أن تدفع باتجاه البحث عن الخيارات الشعبية التي يمكن أن تعزز غياب القيادة السياسية والشعبية، وهو ما ارتسمت ملامحه خلال معركة البوابات الإلكترونية، ومن الممكن أن تمتد لتلامس الكثير من الجزئيات الفلسطينية في مراحل المواجهة المقبلة.
من جانب اخر هنأ حزب الله الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الفلسطينية على الانتصار الذي حققوه في المواجهات الأخيرة مع العدو الإسرائيلي، ويعتبر أن الانجاز الذي تحقق هو ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني وصبره ووحدة موقف فصائل المقاومة الذين أداروا المعركة بدقة عالية أظهرت اقتدار المقاومة الفلسطينية وأن اليد العليا كانت لها.
حيث أن المعركة الأخيرة أثبتت قدرة الشعب الفلسطيني على مقاومة الحصار وبراعته في استخدام الإمكانات العسكرية المتوفرة لفرض معادلاته على العدو.
إن الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني يبعث برسالة قوية تؤكد أن المقاومة قادرة على إفشال اي عدوان وأن الشعب الفلسطيني أكبر من كل المؤمرات التي تحاك ضده، وأن صفقة القرن المزعومة هي سراب.
إن البطولات التي سطرها أبطال فلسطين في الميدان فضحت كل خطوات التطبيع العربية وكشفت خيانات معظم الزعماء العرب الذين يشرعون أبواب بلادهم لنتنياهو وحكومته الإرهابية.
اننا ندعو شعوبنا العربية والإسلامية لملاقاة الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني بالالتفاف حوله ودعمه بكل السبل المتاحة، وإلى الوقوف بقوة امام المطبعين والمهرولين وكشف مؤامراتهم ، لا سيما بعد الخسارة الفادحة التي هزت الكيان الصهيوني و العدو الأمريكي يبدو انهم سيذهبون الى العقوبات، وايران هي قاعدة محور المقاومة فهي حاربت المشروع التكفيري والاسرائيلي في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن، لذلك يريدون استهداف ايران بالعقوبات لانهم لا يستطيعون فرض الحرب عليها ، ويعتقدون ان العقوبات قد تجدي نفعا باضعاف ايران من الداخل ومن ثم اضعاف المحور من الداخل ومن ثم وضع اسماء لمسؤولين ايرانيين وسوريين ومن حزب الله و من الحشد الشعبي العراقي على لوائح الارهاب، و الدفع نحو الاضطرابات الداخلية وفي هذا الاطار يأتي التحريض على حزب الله و الحشد الشعبي العراقي و الحرس الثوري الإيراني بالملفات الداخلية، فالرهان لدى محورهم هو العقوبات فقط حيث نلاحظ اليوم كيف يفرض ترامب العقوبات الاقتصادية على إيران و من دون مبررات فقط من أجل تجويع شعب مسلم و اكتساح المنطقة لصالح إسرائيل و اليهود ، فمن يتمعن في المصالح الايرانية من جانب و في المصالح اليهودية من جهة أخرى يجد أن إيران لا تشكل خطرا على المنطقة بل ايران تدافع عن نفسها و هذا من باب الدفاع عن النفس لا غير بينما أمريكا و اليهود الصهاينة هم من يشكلون خطرا على المنطقة و هم من يعيثون في الأرض فسادا و دمارا و هذه حقيقة نحن عشناها فلماذا نغض الطرف و نتستر عليها فالتحالف الذي يفشل في اليمن يعرف انه فشل في العراق وسوريا ولبنان وانه لن ينجح في اي مكان، لا احد يهددنا بالحروب ومع ذلك من يريد ان يفتعل الحرب نقول له لا نخاف من الحرب وجاهزون لها وسننتصر فيها وهذا امر محسوم .
من ذلك نستنتج أن أمريكا و إسرائيل تعلم جيدا أنها ستخسر في كل حرب ستخوضها فتدفع العرب بعضهم ببعض من خلال جارياتها السلفية الوهابية . السعودية لم تجني لشعبها غير الموت و الدم تلبية لليهود من حربها على اليمن و رغم ذلك لم تستيقظ من غفلتها و مازال الشعب السعودي يموت بيد حكام طغاة يعملون جواري عند اليهود بعدما حررهم الإسلام من العبودية ، في الختام أقول من يتوهم ان ايران ستستقط فهو مخطئ و ستحكم الأيام .
https://telegram.me/buratha