عمار الجادر
منذ شرارة التغيير الأولى, وعادل عبد المهدي يعتقد إن الصحراء التي كانت مأوى لعقارب سكنتها قبله أمينة, قد لا يعتقد هو بذلك ولكنه امن شر عقاربها الصفراء القاتلة, لذا حاول أن يحيي الصحراء دون إقصائها.
في عالم السياسة العراقية لا وجود للتعاون المشترك, لأنه ليس من السهل إذكاء العقول المريضة بمرض الأنا, ولكي يكون السياسي ناجح في العراق عليه أن يتبع سنتهم السياسية, في العراق وبعد سقوط الطاغية, ليس كل من امتهن السياسة هو سياسي, وكل يرى الناس في منظار عينه, فكما يراهم عبد المهدي كونه سياسي محنك أنهم سياسيون, هم يرونه كونهم طلاب مناصب فقط بأنه طالب منصب, بغض النظر عن تخليه عن منصب نائب رئيس الجمهورية سابقا, فهم يرون هذه الحركة من قبله كحركاتهم البهلوانية لكسب الشارع.
العقارب الصفراء القاتلة لازالت تمضغ سمها زعافا, فكيف لها أن تختبئ إذا بنيت الصحراء؟ وكيف لها أن تتحول إلى طائر سلام يظلل على من قتلوا بصحرائهم جراء سمهم؟ ليكسبوا قلوب من أتبعوا الهوى, ولم يفكروا حتى بكيف ماتوا؟!
كيف يأمن عادل عبد المهدي تلك العقارب؟ و ليس من الممكن بناء فكره وهي تعيش في أرضه! تلك العقارب تجدها ساكنة ولكنها تغوص تحت الرمل لتفتك بمن سحقها, فكيف بك وأنت عازم على هدم جحرها؟
لم تكن المرة الأولى التي يلدغ بها عادل عبد المهدي من عقارب الصحراء, فهي أوسعته لدغا قبل أن يتسنم زمام وزارة النفط, وبعد تسنمه مهام الوزارة لم يتخذ أجراء معينا بحقها! كان معتليا صهوة همته, ليستثمر الوقت في مد صروح الحياة في تلك الصحراء التي تصحرت عمدا بفعل العقارب, القريب منه يستشعر ألمه ومضيه نحو مستقبل أفضل, ولكن العقارب ومن يهواها تحاول جاهدة ثنيه عن التقدم.
الأغلبية من سكنة الصحراء لا تقاوم اللدغ, و مشروع عبد المهدي يحتاج المطاولة! إذا كيف يبلغ مشروعه ولا أحد ينظر إلى الأمام ولكنهم ينظرون إلى تحت أقدامهم حيث اللدغ المهم؟
في ثكنات وزارة النفط ودوائرها عقارب يا سيد! لا تؤمن بمصلحة الجميع ولكن تؤمن بمصلحتها الخاصة, أنت تفكر في بناء صالح للجميع, وهم يفكرون بهدم بناءك, كيف تجعلهم من كوادر مشروعك؟! و أنت فوت الفرصة لبناء مستقبلهم فقط ومن هم على شاكلتهم! إنها معركة لا تنتصر بوجود الخونة, هم سرقوا قوت شعب بأكمله, و أنت تحاول أن تجعل منهم أمناء على مستقبل البلد! فخونوك و أصبحوا هم الصالحين.
https://telegram.me/buratha