عمار الجادر
من صفات القائد الناجح، هو السير بمنعطف لم يألفه الرعية، وعلى شدة الانحنائات والاخفاقات، يكون ملزم بايصال رعيته الى بر الامان.
رغم عدم اتفاق الاغلبية على ما اسرده هنا، لكن وجدنا ان الشيعة قادة بحق، حتى من كان منهم غير ملتزم بتوجيه المرجعية الرشيدة، فهناك اختلاف بين ان نقول قائد بغض النظر عن ورعه الديني، او ان نقول قائد ورع دينيا، في كل الاحوال ان الاسلم هو اتباع المرجعية الرشيدة، لكن نحن الان نتحدث عن قيادة تنتمي الى المكون الشيعي فقط، دون النظر الى الورع الديني، فان ما نسرده الان اغلبيته دون الورع الديني لقيادة شيعية، فكيف اذا كانت بورع ديني!
الاعلام المضاد، والذي كرس همه الى كشف السلبيات، لم يزد الا قوة واصرار على حمل الراية القيادية من قبل الشيعة في العراق، واصبح واضح اليوم ان اليأس قد دب في من يدعون ان الشيعة غير قادرة على القيادة، وبالتأكيد هم نحو منحى التسقيط المذهبي، اي انهم لم ينحو المنحى السياسي، ولو تكلمنا بمنحاهم نجد ان الشيعة لم يستلموا القيادة بهذا المعنى، اذ انهم يدركون جيدا انهم اذا تكلموا بناحية مذهبية، ليس من يحكمنا هو المرجعية وهي مصداق لمنحاهم.
على الرغم من ذلك، فقد اثبت القادة السياسيين تحت عنوان الشيعة، فعالية قيادتهم، وقدموا درسا في تطبيق الديمقراطية رغم انهم لم يألفوا هذا النوع من القيادة، فتجد حتما هناك تخبط بالقيادة بين الحكم الانفرادي كما عمل به المالكي، وحكم البرلمان الشعبي، والبرلمان هو مجموعة فرضت من قبل الشعب، اي انه فيه مجاميع قد تكون ارهابية، او لديها نزعة طائفية تعرقل عمل الحكومة، او قد تكون هناك نزعة انانية وهذه الاقسام معروفة تماما لدى الناخب.
ان ما حصل من تبادل سلمي للحكومة، دليل على وعي القيادات المفاوضة، وهذا انجاز يحسب كخطوة متقدمة في عالم الديمقراطية، حيث لا ترى في دول مقاربة للعراق كتركيا وغيرها من البلدان، بل في مجتمع السنة لا يوجد ذلك مطلقا، ومن يقول ان الشيعة فشلت في حكمها فهو يقيس على قشور فقط، ليس هناك جوهر في الكلام، وان ما حدث في التصويت على الكابينة الحكومية، يعد انجاز تقدمي جدا، وخاصة تنازل قيادات الشيعة من فرض وزرائها، بينما على العكس تماما تجد في مقابل السنة والاكراد.
قيادات الشيعة السياسيين وفقوا في قيادتهم، نعم فيهم الفاسد والاناني والجيد، لكنهم يتمتعون باخلاق قلت عند نظرائهم، نحن متفائلين جدا بحكومة عبد المهدي الجديدة، كما نطلب ان يكون قادتنا الشيعة يد واحدة باعمار البلد، فكما اثبتوا انهم اهلها في كفائي السلاح، نحن واثقون انهم اهلا لها في كفائي السياسة وادارة الدولة.
https://telegram.me/buratha