المقالات

المجلس الاعلى الاسلامي في ذكراه السنوية

1489 2018-10-11

عمار الجادر

انتصار سياسي محنك واخفاق تنظيمي يحتاج الى درس
بين اشواك المشانق والاعدامات المقننة، شق طريقه فرس اصيل، مغادرا وطنه الاصلي، وهو يصهل للحرية بهيهات منا الذلة، واستقر في وطنه الاخر حيث العقيدة والفداء، لكنه يرنو الى كعبة الاحرار المغتصبة.
انه جسد سليم، معافى من جميع براثن الشرك بالخنوع، وجد مستقره العقائدي في بلاد خراسان، ليخطط لنهضة اخرى في بلاد وادي الرافدين، وقد كانت انطلاقته عقائدية مؤيدة بغطاء مرجعي، لذا كانت ولادته مباركة ليبزغ فجرا ينظر اليه المظلومين، فانجب ابطال بدر الظافر، والقم نظام البعث الحجر المر، خلف سواتر القصب والبردي، وكان لوجود سماحة السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره)، اوجه في استمرار التوفيق والنصر.
لقيادات المجلس الاعلى الاسلامي سطوة قيادية مخضرمة، كيف لا؟! وقد ترعرعوا في ذراع ولاية الفقيه، وانتهلوا العزم والاصرار من قيادة كمحمد باقر الحكيم، فاصبحوا ثمرة الجهد الذي اختلط ثمره بالعرق والعلق، وقد خاضوا غمار مقارعة الظلم حتى النصر او الشهادة، ومن هنا بدأت قصة ولادة عراق الحسين ع، ليعودوا الى وطن انهكته حقبة اليعث الصدامي المجرم، ليمارسوا جهاد من نوع اخر هو جهاد الثقافة.
لقد كان هم قوى الاستكبار، بعد العراق الجديد، هو تفكيك ثقافة المجلس الاعلى الاسلامي، ولا يكون ذلك الا بقتل مرشدهم الروحي سماحة السيد محمد باقر الحكيم، فواجهوا خطر بعد ذلك بوجود عزيز العراق، وبعده كان لصعود نخبة شبابية جامحة بنشوة غرور الشباب، الاثر الذي زعزع هذا الكيان الصلب، حيث من غير الممكن الجمع بين ثوابت عقائدية، ومتحركات شبابية تتبع هوى الشارع الذي تمرض بالافكار التحررية الزائفة.
اليوم يعود المجلس الاعلى الى سابق عهد المخضرمين، اولئك القادة الذين يبعثون بعلاجهم الى المجتمع الشبابي وان كان لا يرتقي لذوق الثقافات الشبابية المسمومة، فهو مر لديهم لكنه الترياق الشافي من ثقافات دخيلة، هدفها النيل من عقيدة الشاب الذي يقارع الظلم، ورغم ان الارض لم تكن مفروشة بالزهور، حيث اعلام الشباب المنحرف، لكن بدى واضح انتصار السياسة المحنكة باول مضمار سياسي بعد عودة المجلس الجديد.
انتصر المجلس الاعلى الاسلامي سياسيا في تشكيل الحكومة، رغم ان ليس لديهم فوز انتخابي، وهذا دليل على حنكة القادة المخضرمين، وانقاذ العراق من مخطط كاد يطيح به سياسيا، كما كان دورهم بارز في التصدي للهجوم الداعشي العسكري، لكنه لم يتعافى تماما، فعودة المنتفعين الى قيادة فروعه في المحافظات، تجعل منه جسد مريض تنظيميا، وقوي في القيادة فقط، وهذا ما لا يحمد عقباه، فعلى الرأس ان ينشط دوره في الرقابة على باقي اجساده.
عام اخر يتجدد لمؤسسة شيعية تعد شوكة في عيون الاستكبار، وبعد حسم غمار السياسة هناك حرب شرسة ستطال المجلس الاعلى الاسلامي، وسيكون التركيز على الرأس حيث القيادة المؤثرة، هل سيمضي قيادات المجلس في تصحيح باقي الجسد؟ ام سيفجعنا برحيل قادة عقائديين عنه!

 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك