المقالات

العامري والمهندس: لن نجد قبوراً ندفن فيها!

2224 2018-10-06

امل الياسري

التصدي للحاكم الجائر محملاً بعقيدة منحرفة تعمل بإسم الدين، يتطلب وجود رجالات من طراز خاص، وأحد الحلول الذكية التي تبنتها مدرسة محمد باقر الحكيم، أن تخرج منها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، إنهم أنصار لعقيدة تأبى الضيم والذل، ورجال الجهاد الحسيني كُثر في عراق الحسين (عليه السلام)، لأن النجف الأشرف موئل العدالة، وكربلاء المقدسة معقل الثوار، وسامراء الحجة مركز الظهور والعدل العالمي، لذا كان رجال مقارعة نظام الطاغية المقبور، يمتلكون عقيدة عاشورائية لا تُضاهى!

ليس هناك مستقبل لوطن ممزق، وإلا لكانت المقاومة العراقية التي قارعت الطاغية آنذاك، أن تطالب بتقسيم العراق، (شيعة، وسنة، وكرداً كل على مكونه)، لكنهم إستشعروا أن حكم البعث ودمويته لا تستثني أحداً، وثمة سائل يسأل: لماذا يذهب هادي العامري، وأبو مهدي المهندس، ليقودا حرباً ضد الإرهاب بالمناطق الغربية؟! فقبلهم عاد السيد محمد باقر الحكيم للعراق لينشر العدالة، لكنه لم يجد قبراً ليدفن فيه، فقد سكن في القلوب والضمائر، فالقتل لهم عادة، وكرامتهم من الله الشهادة!

هادي العامري، وأبو مهدي المهندس، وحسن الساري، وكاظم الجابري، هم ثمار خالصة ولائية عقائدية، في المجلس الإسلامي العراقي الأعلى، عندما تزعمهم السيد محمد باقر الحكيم، وقد ساروا على خطاه برفضهم للطائفية، فهاهم يدافعون عن أبناء الوطن أينما يتطلب الواجب، ويحملون أكفانهم على ظهورهم ليقصدوا سفر الأخرة، وما ذلك بغريب عليهم، فقضية شهيد المحراب حركت بداخلهم حقيقة مفادها: مهما تنوعت صنوف المقاومة، وإختلفت الأسماء فهي في مجملهما تؤكد حقيقة واحدة، أن هؤلاء الأبطال إمتداد لرجال كربلاء!

مدرسة الحكيم جوهرة نورانية لا يخفو شعاعها، لأن رجالها أمثال العامري والمهندس وغيرهما، كلما إغترفوا منها إزدادوا عطاءً من إجل بلدهم، حيث تكشف النقاب عن قادة للعمل العسكري الميداني، وبتفوق لا نظير له، ولمَ لا؟ وقد تدربا على المبادئ الإسلامية، والوطنية لمقارعة الطواغيت، وباتت حياتهم زاخرة بالعمل والجهاد معاً، ويسعون اليوم الى ضمان وحدة العراق، بتكاتف جميع المكونات والطوائف، لذا لن تنفع معنا سياسة فرق تسد، لأن مَنْ أرادوا نشر هذا الإدعاء الكاذب ولّوا مدبرين!

أيام السيد عبد العزيز الحكيم (طاب ثراه)، كانت حافلة بالتنظيم الأمني بوجود فيلق بدر، الذي عمل لفترة طويلة بإمرته، وقاد العامري الأمور ميدانياً، ثم تفرغ للعمل بوزارة النقل، لكنه ما برح أن عاد لعرينه العسكري بسوح الوغى، عندما لبى نداء المرجعية، فهو قائد حرب في الميدان، وهذا ناتج طبيعي لمَنْ يتربى بحجر مدرسة الحكيم، التي قارعت الطغاة لعقود مليئة بصفحات التضحية والبطولة، لذا لن يجدوا قبوراً ليدفنوا فيها، بل سيسكنون في مكنونات القلوب رغم جراحات الزمن!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك