عمار الجادر
لقد علمنا العزير عليه السلام، كيف نطلب العلم، بقوله كيف تحيى العظام وهي رميم؟ وليت شعري لو يعود اليوم ليرى، كيف يتخرج ابناء جيرانه من صفوف ليس فيها حياة، لينشروا الحياة بعلمهم.
لكن النبي طلب من خالقه تعليمه، ونحن اليوم نطلب من خالقنا ان يحيي ضمائر ماتت، وهي ترى مدارس منطقة العزير في ميسان، كيف تخرج الاجيال ورحلاتها هشيم، لم نعهد هذا العلم يا نبي، فقد علمتنا قبل الاف السنين ان العظام ممكن ان تحيا، اما صفوف خاوية تحتضن نوارس لم نعلم ذلك؟! الا اذا مات الضمير، فادع لنا السماء ان تحيي الضمائر، وها نحن معك اليوم ندعوا تلك الضمائر الى العودة للحياة.
ان ناحية العزير ناحية معطاء، فيها من الموارد الطبيعية ما يجعل من شوارعها ذهب، الى متى تبقى مهملة؟! اليست هي جزء من جسد؟! منها في مجلس المحافظة ثلاث نواب، لكن على ما اعتقد ان ابنائهم يذهبون الى المدارس الاهلية، لانهم لو كان اولادهم يرتادون المدارس الحكومية لما اصبح حالها يرثى له، ولسبب وجيه انهم تنكروا لاصلهم، كيف لا واصبحوا يستنشقون هواء المدينة المسموم، وحقيقة الامر من يتنكر لاصله لا يستحق ان يمثل ابناء محافظته.
ان من اقبح الثقافات، ان تكون قد نشأت من منطقة، وعندما تصل بفضلها الى مراتب المسؤولية، تنساها وكأن في قلبك غل على امك التي ربتك، اعلم ايها المسؤول ان تلك المعيدية التي تستعار منها، جعلت منك كائنا يقال له استاذ، وهذا الاستاذ يستحي من منطقته، ويهملها وهي من عرت لتلبسه، وجاعت لتعطيه، فهل ذنبها انها رثة الثياب، ام ذنبك لانك عاق لارضك وناسك؟! ما بال ضمائركم لا يحييها حتى دعاء نبي؟!
تتحدثون عن التطور وصناعة الانسان! اصنعوا من اهلكم الذين جعلوكم تتمنطقون انسانا، ما هذا الاهمال لمدارس العلم وخاصة في المناطق الريفية؟! هل تنظرون لهم على انهم بهائم؟! فاذا نظرتم لهم على هذا النظر، ندعوكم لجعل ابنائكم معهم، فليس لهم ذنب الا انكم تخليتم عن واجبكم برفعهم الى عالمكم البرجوازي، وهم لا يريدون منكم شيء الا ان تنظروا اذا بقى لضمائركم عيون، الى مدارسهم الخاوية، هيئوا لهم بعض ما اعطوكم.
ان ما تشهده مدارس العزير، ليس الا مخطط لبقاء الاجيال على جهلها، وعرقلة طموح الطامح من نيل مراتب العلم، كتب ممزقة وجلوس على الارض! يا لخيبة ضن ذلك الطفل المتلهف لعام دراسي جميل.
https://telegram.me/buratha