الحرب الناعمة، لم تبق من رجالنا باقية، لكن رب ضارة نافعة، فقد تمنيت في يوم ان اجد نقدا لفعل، ولكن لا يوجد الا التسقيط الشخصي المبرمج الواضح، وكلما وجدت مثل هذا التسقيط ايقنت ان رجالنا قد اوجعوا العدو.
من المؤسف حقا ان نقوم بتسقيط قادتنا، بينما يرتجف العدو من سماع اسمهم، لا لشيء ولكن لاهوائنا التي قد يكون لمرض فيها من كثرة الذنوب، والمصيبة الاكبر هي ان جميع الادعائات تافهة، ونصدق بها في كل مكان، وهذا يدل على بغض الشخص نفسه، لا بغض مشروعه او منهاجه في القيادة، فاصبحنا كمن صدق بعلي لا يصلي، وهو لم يره ولم يسمع به الا حين قتل في محرابه، والسؤال هنا: هل كان سيف ابن ملجم وحده من قتل علي عليه السلام؟!
لقد عرفت جلال الدين الصغير، منذ صغري على انه رجل مخيف، فض لا يناقش ابدا! لكن حينما خالفت هواي وتقربت من عرينه، وجدته اسد يرعب الاعداء فقط، تلك الابتسامة على وجهه ارعبتني في بادئ الامر، لكنني تجاوزت ذلك بالتقرب اكثر، فوجدت ان هناك داخل أضلاعه، دفء جميل ينم عن قلب سليم، وحقيقة الامر استذكرت جميع ما يرويه الاصدقاء، عن حزم ذاك الرجل، ومشاركته في معارك الوطيس الشديد.
وجدت اسدا قد زرع الرعب في قلب اعداء المذهب، فتداركت ان ما يقال عنه، هو لشدة ذلك الرعب في الاعداء، فهم يعلمون انه صاحب مواكب التطبير الاولى في سوريا، وصاحب الصولات العظمى في قلب البعث الكافر، انه ابن ذلك الشيخ الذي نهض بتكليفه الشرعي بزمن محسن الحكيم (قدس سره)، فهو شبل ذاك الاسد الذي وقف في عرين براثا واذاق الشيوعية والقومية مرارة زئيره الهادر بحب العترة الطاهرة.
لا اريد الاسهاب عن شخصه، فليس من عادتي ان امجد الشخوص، بدلا عن بحث مواضع الحق وبحث الشخص فيها، وهذا ما تعلمته من امير المؤمنين، كما لا احب ان افرض رأي الكاتب على القارئ، لانني تعلمت من استاذي الشيخ الصغير، ان اكتب لحالة وليس لشخص، وللقارئ ان يعي ما يحاك له من دسائس الامور، لكني استشفيت من خطابات المرجعية الرشيدة للمجتمع، ان مجتمعنا اصبح لا يبحث عن سرائر الكلمات، فادركت انه من الواجب صعقه لكي ينتبه.
ان لموجة التسقيط الاخيرة على قيادات الشيعة، بعدها الستراتيجي في الجسد الشيعي، ذلك الجسد الذي يهدد قوى الاستكبار اذا تعافى وتماسك، وهذا ما لا يريده الاعداء، لذلك عليهم تكسير قادته، ولكن عجبا فيمن يصدق الاكاذيب على اناس بذلوا مهجهم لبقاء راية المرجعية خفاقة، فما ذنب قادة الحشد ان ينالهم ذاك التسقيط؟! وهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟!
الشيخ الصغير، اسد لا تثنيه الاتهامات عن تكليفه الشرعي، فليكد بكيده من يريد، فهم رجال صدقوا ما عاهدوا عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وفي الانتظار نصرا لدولة المنتظر.
https://telegram.me/buratha