عمار الجادر
كان ذلك بعد الانتفاضة الشعبانية، حيث علم اليهود ان للشيعة قوة تستطيع ان تصل، فسرعان ما تغيرت اوراق اللعبة، بابقاء صدام على الحكم، والعمل على اضعاف القيادة الشرعية للشيعة.
في قاموس الشيعة لا يوجد انحراف شديد، كما هو في تأريخ السنة، والتطور الخطير الذي حصل في تراثهم، وسبب ذلك هو العمل للمشروع لدى الشيعة، والعمل لاجل الحاكم لدى السنة، اي غياب الاساس القوي لدى السنة، وهناك اسباب اخرى تعود للحق وناصره، وكل هذا جعل من الشيعة قوة لا تقهر خاصة بعد تعافي الجمهورية الاسلامية من جراح حرب الثمان سنوات.
لانريد ان نسرد كثيرا في التأريخ، لكن جل ما نريد قوله، هو التخطيط لتضعيف الشيعة، من خلال الابادة الجماعية، وزرع حوزات عميلة داخل اطار القيادة الشرعية للشيعة، والحقيقة هم لم ينالوا من جوهر ما يؤمن به الشيعة، حيث ان قضيتهم متماسكة لانها لا يشوبها الكذب، اما ما فعلوه هو اضعاف الانقياد المطلق للمرجعية، بفضل الحركة الزيدية التي خلقوها في اذهان الشيعة، ومع ذلك بقت المرجعية صامدة وصاحبة الحل والموقف.
لقد توهموا انهم استطاعوا حلحلة الانصياع للقيادة الدينية الشرعية، وخلق القومية داخل الجسد الشيعي، وهذا ما حدث بعد سقوط نظام البعث العميل، حيث خرج متمرجعون ينادون بالحوزة العربية، لكنهم تفاجئوا بنبذ الشيعة لهذا الخطاب الساذج، فاعتمدوا على الارث العائلي لبعض الشخصيات، ولكن ما لا يعلموه هو ان حتى هذا الارث لن يصمد امام عقيدة الشيعة بمقام المرجعية لديهم، حيث انه ليس منصب سياسي بل منصب له قائد حافظ.
لقد استطاع العدو الصهيو امريكي، ان يحقق شيئا من التفتيت للعقيدة الشيعية، ولكن ادركوا انها لن تتفكك ابدا، عندما ضربوا الجسد الشيعي بفايروس داعش، ايقنوا ان الجسد الشيعي مرض فعلا، لكنه يملك جهاز مناعي قوي يدعى القيادة الشرعية للمرجعية، الذي حطم فايروسهم الذي صرفوا عليه اموال طائلة بفضل الاعراب، ولكن لا زال هناك حيز كبير من الجسد مريض بمرض القومية، وله قيادات سرطانية .
اخذ العدو يعطي جرعات قومية تساعد على تضخم الغدد السرطانية، واصر على جعل الحكومة من الدعوة فقط، لكي يساهم هذا الاختيار بابقاء المرض الفتنوي، فللمتابع للاحداث يجد ان هناك عداء كبير بين التيار الصدري وحزب الدعوة، بينما نجد ان عدائهم اعلامي فقط، ففي عهد الجعفري دفع لجيش المهدي السلاح والمدد الكامل، وفي عهد المالكي كان الصدريين السبب في نيله الولاية الثانية، وفي عهد العبادي ورغم مسيرات الاصلاح لزعيمهم أئتلف الاخير مع الاول لنيله فرصة الولاية الثانية، فهل هي صدفة يا ترى؟!
ان مرض النداء بالقومية، وجد له جهاز اخر مساعد لاجل المكاسب الدنيوية، وهو تيار نشأ حديثا، يدعى الحكمة يقوم ايضا على الارث العائلي، بينما من يتحكمون به لديهم ملفات مشبوهة، وهي قيادات شابة ظهرت بعد قدومها من لبنان، حيث خاضت دورات لمدة اربع سنوات، تسللت في جسد المجلس الاعلى الاسلامي حتى استحكمت على زعيمه، وبالتالي خلقت فجوة بين المخضرمين وزعيم المجلس، فقام الاخير باهدائهم تيار كامل جديد.
عودا على بدء، يمكن للقائ الكريم التفكر فيما يحصل، حيث نستطيع ان نعالج الجسد الشيعي من جديد، واعتقد ان فتنة البصرة ماهي الا هزة لمعرفة مدى قوة الجسد الشيعي، وللاسف فقط اصبنا بدائنا جارنا الشيعي والمساند لنا.
https://telegram.me/buratha