المقالات

للبيت رب يحميه

1766 2018-09-07

ضياء المحسنتحاول الولايات المتحدة الأمريكية منذ أن أسقطت نظام صدام والى اليوم، المجيء بحكومة على وفق مقاسات تضعها هي بنفسها، لتقوم بعد ذلك هذه الحكومة بتنفيذ ما تطلبه منها دوائر البنتاغون والمخابرات الأمريكية والبيت الأبيض، متخذين نفس الأساليب التي اتبعوها في الدول التي احتلوها سابقا.
هذا التدخل في الشأن الداخلي العراقي مع أنه مخالف للقوانين والأعراف الدولية، لكن الولايات المتحدة تمارسه بفجاجة هذه الأيام، مستخدمة أساليب الترغيب والترهيب (إذا تطلب الأمر) لقبول الفعاليات السياسية التي تعمل بحس وطني بما تريده أمريكا.
هذا الكلام الذي نقوله ليس فيه تجني، بل هو واقع حال لما يفعله مبعوثها الى العراق بريت ماكغورك في لقاءه بالقيادات السنية والكوردية الرافضة لمنطق البلطجة الذي تتبعه هذه الإدارة، في محاولة للمجيء بحكومة تتوافق سياستها مع ما تريد تنفيذه الإدارة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط.
أول خطوات من الخطوات التي تحاول هذه الإدارة تنفيذها هي حل الحشد الشعبي، كونه يمثل حجر الأساس في القوة التي تناهض الإدارة الأمريكية في العراق، ويقف بالضد من مشاريعها في العراق والمنطقة، وينسى الأمريكان ومن خلفهم من الأحزاب التي تسير خلفهم أن الحشد الشعبي لم تشكله الحكومة، ولم يكن للأحزاب التي تنادي اليوم بحله أي دور في تشكيله، ذلك لأنه واحد من فيوضات المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف، ولولا الحشد الشعبي لكنا رأينا من يحاول اليوم حل الحشد الشعبي، يتسكع في البلد التي جاء منها عام 2003.
ثاني الخطوات التي تحاول الإدارة الأمريكية تنفيذها بأدوات عراقية (أحزاب تسير في فلك الولايات المتحدة وأذنابها في السعودية) هي ضرب الجمهورية الإسلامية، والتي تمثل حجر الأساس في محور المقاومة ضد الإستكبار الأمريكي الصهيوني، وهنا أيضا يأتي دور الحشد الشعبي في إفشال هذه المؤامرة، لأننا جميعا نعلم أن الحشد تشكل عقائديا وليس حزبيا ولا جهويا، وأي مساس بثوابت العقيدة سنجد الحشد الشعبي يقف مدافعا حتى أخر رمق عن هذه الثوابت.
هذا كله لمسناه خلال محاولة تشكيل الكتلة الأكبر في مجلس النواب، عندما تعرضت الكتل السنية لمحاولات تهديد واضحة من قبل المبعوث الأمريكي، بالإضافة الى التهديد السعودي لهذه الأحزاب، في محاولة لجعلها تنظم الى المحور الأمريكي السعودي الذي تشكل في الكويت بعد إنتهاء الإنتخابات، وذهاب قيادات حزبية الى الكويت (كلاً أو منفردين) للتفاهم حول تشكيل الحكومة الجديدة، وكان المحور الأساس في هذه الإجتماعات هو حل الحشد الشعبي والإبتعاد عن محور المقاومة المتمثل بإيران؛ في المقابل كانت هناك وعود من هذه الدول بإعادة إعمار العراق، من خلال دخول الشركات الإستثمارية لهذه الدول بقوة، ومنح قروض ميسرة للعراق.
ينسى الأمريكان ومن خلفهم أذنابهم (العرب والعراقيين) أن العراق يختلف عن باقي الدول في العالم، فمزاج العراقي من نوع خاص، ولأن هؤلاء عاشوا سنوات طويلة في كنف الأجنبي (العراقيين أذناب الأمريكان) فقد نسوا هذا المزاج، فهو لا يبيع شرفه للأجنبي مهما كان.
لم يعد مسموح للأمريكان التدخل في الشأن السياسي العراقي، ومحاولتهم تشكيل حكومة على مقاساتهم، ولن نقول (للبيت رب يحميه) بل نقولها واضحة (سلاحنا نحمله بوجه كل من يقف يحاول تغيير بوصلة التغيير التي تحركت عام 2003.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك