الجزء الاول
ليس للشيعة قيادة غير المرجعية الرشيدة، وعندما نقول مرجعية اي انها ذلك المنصب الذي يتبوئه المتصدي لحفظ الدين وامور العامة في زمن غيبة الامام، اي انها ليست شخص محدد.
من المنطلق اعلاه يجب ان تنطلق بوصلة المنتظر لامام زمانه لدى الشيعة، فتهتدي الى الركون الى مجاميع تتصدى للعمل السياسي في الحاضر، وفق اختلاف الرؤى واشتراك المشروع، ومن هنا سنضع ما الت اليه الامور في العراق، في كفة ميزان والمرجعية وتوجيهها للشيعة في كفة المعايرة وليس التساوي، لانها تعتبر المعيار الرئيسي لمن يدعي التشيع، بقول امام معصوم: ( هم حجتي عليكم).
سوف لن يروق مقالنا هذا للغالب، لانه سوف يأتي متجردا عن الهوى، واغلب من يقرأ سيتوقع اننا منحازون لجهة دون اخرى، ولكن قول الحق اولى في هذه المرحلة.
لم نتطرق لما سبق ولكننا سننطلق من نقطة قريبة فقط وهي الجهاد الكفائي.
عندما اعلن الجهاد الكفائي، لم يكن اعلان للجهاد المسلح فقط، بل كان بمثابة التكليف الشرعي للوقوف بوجه الطغيان، ومما لا شك فيه ان الامر وصل الى طريق المعسكرين، معسكر للحق ومعسكر للباطل، فكان معسكر الباطل واضحا لكل ذي عينين، وهو عملية تصفية طائفية واضحة، وبتمويل ودعم صهيو امريكي، اما معسكر الحق والانسانية فتمحور في ابناء الشعب الشرفاء الذي نزفوا الدماء لطهارة ارضهم وعرضهم، وبتمويل ووقوف مشرف للجمهورية الاسلامية الايرانية، وهذا ما قلنا عنه وحدة المشروع.
توالت الحقب وهناك من ادعى ما ادعا، لكنه لم يقف واضحا مع معسكر الحق، واكتفى بمقولة: (( اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور))، بل كان اقرب للمعسكر الاخر كونه يرى مظلومية ذلك المعسكر، واصبح معسكر الحق لدى المرجعية المفروضة الطاعة، هو اشرف واقرب للفخر من اي شيء، يعني بالعبارة العريضة، ان كل من يمسه ويتطاول عليه ولم يشارك به فعلا فهو مأثوم، وللقارئ ان يستعرض الفترة المنصرمة ليعلم اي من الساسة مصداق لذلك.
في حال الكتابة وجدت ان المقال الواحد يضيق لايصال الصورة، لذا ترقبوا الجزء الثاني، ونستدرك حاليا.
اليوم في البصرة، نجد شعب اعطى ولم يعطى شيئا، ولكن شعبه مصر على الانتخاب وفق الهوى! وكان الاحرى به ان ينتخب لمصلحته على الاقل دون تكليفه الشرعي بقول الحق، ولعل الامور اختلفت على الشعب وهو معذور، اما من توالى من السياسيين لحكم تلك المحافظة المظلومة فهو غير معذور ابدا، وتستطيعون عرضهم امامكم لتعلموا هل كان مسؤول حزبهم او جماعتهم قريب للمرجعية ام لا؟!
الغريب اننا بدى واضح لنا ان هناك محورين في سياسيي الشيعة، محور لم يؤدي تكليفه الشرعي في الجهاد الكفائي، ومحور ادى تكليفه ونزف الدماء، المضحك المبكي ان المحور الاول يتهم الثاني بالعمالة ، ومن غير المروئة يكيل التهم للمجاهدين تارة بالسرقة وتارة بالوقحين، وليت شعري اي منهم العميل من امتزج دمه بالارض وفي نظر المرجعية اشرف مرتبة، ام من سكن القصور ويهر هرير الكلب وراء السياسة؟!
نترككم تتفكرون في هذا المجال الاول، لمن يريد الانصاف، وعليه ان يتجرد من هوى نفسه، لننتقل بكم قريبا بعونه تعالى الى الجزء الثاني وبحديث اقرب للتقوى.
https://telegram.me/buratha