المقالات

ماذا يريد المواطن البصري من الحكومة؟!

1826 2018-09-07

أمل الياسري
ثروة نفطية هائلة هي الأولى بين محافظات الجنوب، وحرق غازي متزايد يصاحب إستخراج النفط، يقدر بـ ( 12 تريليون متر مكعب)، مما يفقد العراق حوالي ( 10 مليون دولار يومياً)، ونخيل يقف شامخاً بين الأزقة، والطرقات، والشواطئ، ومعادن كثيرة في أرض غليظة صلبة بحجارتها القاسية،(الحصى والرمال بسمك70 سم، وأملاح معدنية ذائبة في مياه شط العرب)، وثروة سمكية مختلفة، وإرث حضاري سياحي رائع، فماذا يريد المواطن البصري أكثر من هذه الكنوز؟!
البصرة الفيحاء الشريان الحيوي لإقتصاد العراق، يشكل نفطها عموداً للإيرادات الوطنية، لخزينة الحكومة المركزية، وعندها يقع أقصر معبر بري، وبحري، وجوي بين قارات العالم القديم والحديث، تدور وتُدوَّرُ الأموال، فيها، ومنها، وإليها، ولكن يبقى الجزء الأهم لديها، هو الحقوق المكفولة لأبنائها، والتي تعني في جوهرها الحقوق، والمساواة، والعدالة، والإزدهار، والحياة الحرة الكريمة، لأن قيمة الإنسان وكرامته، معيار ثابت لا يمكن تجاوزه، وهذا ما يريده البصريون من ساستهم وحكومتهم المحلية والمركزية.
يجب أن تأخذ البصرة الحيز الأكبر، من جهود الحكومة بشقيها المحلي والمركزي، لأن ذلك يعني إنصافاً لقضيتها، التي حاول بعض الفاسدين والفاشلين، دس السم في عسلها لأغراض التشويش، فقمة القسوة بحقها، أن تعيش البصرة على إرضاء مَنْ حولها، ليعيشوا هم على كسر كل جميل فيها، وما الأمراض السرطانية والتلوث البيئي المحدق بأهلها إلا إحداها، وماذا يعني شيوع المغص والإسهال، ويحتمل الكوليرا جراء تلوث المياه، وبأعداد تقول وزيرة الصحة الموقرة إنها بالمستوى الطبيعي!
الى أي عدد تودين من الضحايا الوصول إليه يا حضرة الوزيرة؟ ثم ما هو دور وزارة الموارد المائية، ومشكلة الملوحة يعاني منها أهل البصرة منذ عشرات السنين؟ أين هو دور الحكومة المحلية في الإتفاقيات المائية بين الدول المجاورة، حتى وصلت معدلات شدة الملوحة الى مستويات عالية، لا يمكن لأبن البصرة أن يستعمل الماء حتى للإستحمام، أي كارثة هذه؟ أين هم نواب البصرة يا سادة يا كرام؟ أين هي الحكومة من معاناتهم؟
المواطن البصري يريد كرامة العيش، وتوفير الخدمات بأبسط أشكالها، فهل الحرية التي إغتالها اللصوص ستعود من جديد، وأبناء البصرة في تظاهراتهم على موعد مع المجد، خاصة وأنهم كحلوها بدمائهم الطاهرة، ما ذنب هؤلاء؟ وقد وضعوا إصابعهم على الجراح، لتنتصر للألم البصري الإنساني، بعد أن عانى جوعاً كافراً أسوداً مؤثراً على حياة الفقراء، بسبب الحشرات السياسية التي فقدت السيطرة على نفسها.
لماذا تتعمد الحكومة عدم إيجاد حلول شاملة لمشاكل البصرة؟ خدمات متلكئة ونخيل لا يقوى على النهوض وبحيرات من النفط لم ترفه أهلها،الأمر كأنه مؤامرة لإبقاء الوضع على ما هو عليه، وإلا هل نحتاج لمحطات تحلية لإنتاج الماء الصالح للشرب، بكلفة تقدر بميزانية العراق كلها مثلاً، ولهذا لم تستطع الحكومة انجاز مشاريع التحلية طيلة ال(15) عاماً؟ هل إنتبهت الحكومة الى مشاريع ناقصة، وعاطلة في البدعة والهارثة حتى يمد لها خط للماء العذب اليوم فقط؟! 
هل البصرة حرية غامضة، أم هبة ثقيلة لم تستطع الحكومة لأربع سنوات من إستثمار ثرواتها، أو خدمة أبنائها بالشكل اللائق؟ هل يعقل أن الحكومة في هذا التوقيت الخطير، والذي سبق وأن حذرت المرجعية من تداعياته، أن تكون نتيجة التحذير هو الإهمال والتقصير، الى الحد الذي تناشد فيه منظات أممية ودولية وإنسانية، بضرورة معالجة مشكلة الملوحة، أي تخريب هذا؟ وأية فوضى لا تدرك عواقبها الحكومة؟ بالله عليكم أين هو إصلاحكم وإعماركم؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك