عمار الجادر
واقع مؤلم، هو ما يعيشه جمهور السياسيين الشيعة اليوم، وما يؤلم جدا ان زمن التكنلوجيا الحديثة، جعلت الجميع يتكلم على المكشوف، ودون مروئة او استحياء.
نحن على بعد ايام من طف كربلاء، كنت دائما احاور نفسي، كيف يكون حالنا لو كنا في ذلك الزمان؟! وفي الحقيقة يأتيني الجواب، أوليس فينا امام معصوم؟! بلى ولكن، هو غائب لسبب، هو غائب لانه يدرك ان مقولة قلوبنا معك وسيوفنا عليك لازالت فينا، واعود لأناقض نفسي، وأقول: لا هؤلاء المحبين لن يتخلوا عن امامهم، وكأن صدى في عقلي يقول: انتبه وشاهد ما يجري اليوم، وانتبه واجد فعلا مأساة تجرح القلب.
اليوم اجد مواقع التواصل الاجتماعي مكتضة بالزور والبهتان، واجد وكيل الامام دائما ما ينصح ولا يجد اذان صاغية، اجد حمل الذنوب نيابة عن المحبوب، اجد تفسير معاوية لقتل عمار هو الاقرب لدى من يدعي انه موالي لعلي، فلا عجب وقد مكر ابن اليهودية، و وسوسة الشيطان اقرب الى الهوى، اخوتنا يكذبون ويتراقصون على كذبهم، والاعلام المضاد طرب على ما هم فيه، وليت شعري هل لهم من الكعكة شيء؟!
عندما يكون القادة متصابين لمواقع التواصل الاجتماعي، فبئس القادة هم، حيث لا امان على العقيدة، وقد تزينت لهم الدنيا، فلا نلوم عمر بن سعد على موقفه من اجل حكم الري، وعندما يطبل الجمهور للكذب والافتراء، فتعود لنا الذاكرة الى الشام ورقصها، فهم معذورون لان الحسين خارجي، وعندما نرى الوقوف على الجبل اسلم، نذكر موقف بني اسد من دفن الاجساد الطاهرة، هذه حقيقة نعيشها اليوم، بل ان ما نعيشه اليوم ادهى، ففي ذاك الزمن كانت الرسالة بمسيرة ايام، اما اليوم فهي بلحظات، والعجيب انهم يسمعونها ويصمون الاذان.
لا اعلم هل باتت المناصب اهم من التدين؟! هل مصطلح سلم لمن سالمكم بات لعق على الالسن؟! لو تأملنا بمسيرة ابي الاحرار، فما كان همه شخص يزيد عليه اللعنة، بل كان جل همه نصرة دين رسول مفترض الطاعة، وما كان قتله الا بما تخلى عنه المتدين الصحيح من مباديء الدين الاسلامي، فنصرة المشروع كانت من اولوياته، وها نحن اليوم نجد ابناء المشروع يتبنون افكار اليهود وبني امية!
ما يقلق حقا، هو تخلي الموالين عن اخوتهم لغرض رضا الشارع عنهم، وهذا منحدر خطير بحد ذاته، وترك المرجعية الرشيدة خلف ظهورهم، ويدعون زيفا انهم يوالونها، فعن اي ولاء يتحدثون؟! والادهى من ذلك كله، هو كشف ظهر الموالين امام عدوهم، والطعن بمن فدى نفسه لاجل ان تبقى عبارة يا حسين، فهل بات مجتمعنا بهذه السذاجة، وهذا الخمول العقائدي؟! وهل اخذ الهوى منا مأخذه؟!
الطف على الابواب، فمن كان ينعى حسينا، فحسينا قد ضحى بنفسه واهله لاجل ان تحيوا بعقيدة، فما بالكم تتطاعنون فيما بينكم لاجل من لا يستحق؟! لازال فيكم عليا فهلا اعنتموه؟!
https://telegram.me/buratha