المقالات

توظيف الصعاب لتحقيق الإنجازات

1528 2018-09-03

أمل الياسري

الإنسان يحتاج دائماً الى المراجعة والتقييم، في عملية المواجهة مع المتزلفين، الذين يتملقون الى السلطة طلباً للموقع والحكم، والجاه والنفوذ، فيسعون من خلال الأكاذيب للإطاحة بالمخلصين والصالحين، ولأن إرادة الإنسان أقوى من أي شيء آخر، فالنتائج لا تتحقق إلا بوجود القيادات الرشيدة الصالحة، وقدرتها على توظيف الصعاب والتحديات لتحقيق الإنجازات، لشعب ملَّ العهود والوعود من قبل سياسيه، وبالتالي فإن الإنجاز بإختيار القائد الشجاع الحازم، الذي يعني أن يتحكم في الظروف، لا أن تتحكم الظروف فيه.
الأوطان العظيمة تستمد عظمتها من عظمة رجالها، وعليه فالمشاريع الكبيرة لا تنطلق من الأحلام، بل من دراسة حقيقية واقعية للمشهد السياسي، وعنوان العظمة وقصة التميز فيها، تبدأ من رجال يداوون جراحها، ويمنعون البطالة عن نهش أبنائها، و يصدون التصحر عن غزو أراضيها، وعمائم شريفة تناشد جماهيرها وساستها، بضرورة الإلتفات لشبابها، ففعل صحيح واحد أفضل من الآف الكلمات لتخدير العقول، والسياسة ليست نظريات إجتماعية، بل افعال تترجم على أرض الواقع، لخدمة الشعب العراقي بعد السنوات العجاف.
لماذا تمتنع الطبقة السياسية المشاركة في العملية الديمقراطية، بعد عام (2003) عن الإقتناع بأن قوة الوطن تنبع من تنوعه؟ ولا تتعلم ثقافة الإختلاف وليس الخلاف، وتبقى مصممة على تصلبها بالرأي والموقف؟ مع أنه من المفترض لهذه الطبقة، أن تسعى لخلق حالة من الإستقرار والتعايش، وبناء عراق خالٍ من الأزمات، وإتباع منهج يقودنا الى مستقبل مشرق نستحقه، وبالتالي فإنها مرحلة تحديات مصيرية، ومنعطفات صعبة تستوجب توافقات صحيحة، وطبيعي أن نقول: قد نختلف ولكن علينا ألا نفترق. 
إستشعار الخطر الداهم الذي يستهدف شعبنا وأرضنا، هو ما يجب أن يؤخذ في الحسبان من قبل القوى السياسية، لا أن يكون النزاع والصراع، حول المكاسب والمناصب حاضراً بينهم، فالعراق فوق الأزمات، وعلينا أن نجعل من خيمة العراق حقيقة ناصعة، تنهار أمامها جميع المخططات التآمرية، ثم أن المسالة لا ترتبط بالإقدام أو بالإحجام، بقدر ما هي مرتبطة بتقدير الموقف المنتج، الذي يمكن تحقيقه في كل مكان وزمان، فتوظيف المحن لصنع الإنتصار قضية ذات دلالات عميقة جداً.
كيف صنع الحشد المبارك إنتصاراته، والصعاب تحوم حوله، والأعداء تطوف بآنية من نار لتضربه، وتقلل حجم تضحياته؟ ومع هذه المحن صنع النصر، فعندما أغتصبت الأرض حلَّ الدمار والفوضى، لكن بفعل الفتوى المباركة وحشدها، تحولت المحنة الى منحة ربانية، وأغلقت الأبواب أمام المرجفين، فوظف الحشد كل إمكانياته المتاحة، لخلق حالة الإنتصار رغم قلة الدعم، وكان مقتنعاً بأن بعد الشدة رخاء، فإحترقت ورقة الخرافة، وأعلن النصر المؤزر فهل سنوظف محنة تحديد الكتلة الأكبر اليوم لنحقق البناء والإصلاح معاً؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك