عمار الجادر
في جمع من الناس، صاحب رسالة سماوية، يحتشد حوله جمع من الرعيل الاول، يدعون انهم امنوا برسولهم، كيف لا؟ وقد تحملوا مشقة السفر انذاك، ليطوفوا حول حجر في مكة!
الحقيقة ان الايمان غير الاسلام، فالايمان هو مرحلة اعلى من الشك، وهذا ما يجب ان يبنيه المرء في كل تحركاته، لكي يقال عنه انه صادق مصدق، فمجرد الدخول في امر وتبنيه، ليس هو المطلوب، لكن هناك جبن يعتري الغالب من بني البشر، ينتج عن عدم التفكير في مشروعه الاساسي، والاغلبية تعني بالتالي حكم من لم يؤمن بالمشروع اصلا، وهذا ما حدث بالفعل في زمن الرسالة المحمدية والى يومنا هذا.
هنا من احتشد في غدير خم، يتبين انهم في الاغلب لم يؤمنوا ولكن اسلموا، والا ما معنى ان يحرف حدث مهم، ومرحلة انتقالية مهمة في تأريخ رسالة وهدف! وفي نفس اللحظة وعلى مرأى المحتشدين، يتقدم من في قلوبهم مرض، كأول من يبايع لعلي بالطاعة والتسليم لولايته، بقولهم ( بخ.. بخ.. لك يا علي ) ، وفي نفس اللحظات ايضا يصل اعرابي، ليقول للرسول امنك هذا ام من السماء؟! ليرى الناس ما حل به!
الامر جميعه عجيب، فلو كنت في ذلك الوقت وحسب ما ورد، لخرجت معلنا التمرد على من ادعى انه خليفة بعد الرسول بغير حق، ولكن لا عجب ابدا، فما وصلنا حادثة لم نكن في حضورها، ونحلل ونحن على بعد الف واربعمائة عام عنها، اما اليوم فنحن نعيشها.
قد يستغرب القارئ الكريم، عندما اقول نحن نعيشها، نعم نعيشها فعلا! وقد عاشها جمع من الذين سبقوا، وقد يستهجن كلامي، حيث ان جمع من الذين يدعون ولاية علي، ولا نقصد الاخرين من كذب بها وامن بالخليفة الذي يفرض نفسه برا كان ام تقي، ولكن اقصد من يقر بها وهو عليها، حيث نجدهم مشتتين في حب الاصنام الداخلية في انفسهم، يدعي ولاية علي وهو يضع اليد باليد مع من نكر الحق في علي، ويصلي خلفه ويتخذه عضدا.
في الحقيقة ان غدير خم ليست كلام، وليست شخصية، ولكن هو مشروع كما ورد في اية التبليغ في دستور المسلمين، وهذا المشروع قائم بوجود امام قائم، ونفس الاعداء موجودين، ونفس اللعبة تنطلي على الموالين، حيث نجد المدعي للتقوقع القومي، ويترك مشروعه، ذلك المشروع الذي حمله فارسا كسلمان الفارسي، الى جنب قائدا وامام عربي كعلي ابن ابي طالب، ولطالما شتم علي او ترك بسبب سلمان.
اليوم تجد العجب في العراق، فلاجل المنصب يتخذ اليهودي ترامب عضدا، بينما يتهم سلمان بانه فارسي ويريد الامر لدولته، وبالاحرى فما يربطنا بسلمان هو ولاية علي، اي مشروع لامام لازال فينا، ولا يربطنا بالاعراب واليهود اي شيء الا انهم يريدون قتلنا، ويبحثون عن انصار ليمحوا الغدير من صفحات التأريخ، فلا عجب! لانه عندما يقوم موالي ليعدد خلفاء وعلي رابع! لا عجب، وعندما اقول اني على ولاية علي واتبع خطى الاعرابي لاعجب!
الاقرار بالولاية وغدير خم، ليس علي كأسم، بل مشروع قائم، ندفع ضريبته بالتهجير والقتل كابي ذر، وفي الهتك بالحسب والنسب كسلمان، وفي تهم علي بدم عمار، هكذا هي الولاية، وهذه هي حادثة الغدير
https://telegram.me/buratha