المقالات

أين يكمن سر خلود الرجال؟!

2016 2018-08-28

أمل الياسري
دهاليز مظلمة، وزمان مخيف، وأدوات أموية فتاكة، وبطش يزيدي كافر، والحق بات بسعر الدينار، والمقايضة تمت بالكذب، والوضع، والإنتحال في حديث، أو قول، أو شعيرة، لكن الرجال المجنحين بالثورة والعقيدة، زحفوا صوب مملكة الشهادة، وكشفوا زيف العدو وقبحه وبعده عن الدين، على أن الفجار وما إرتكبوه بحق الأبرار، يدور في محور واحد وهو القضية الحسينية، إنها ملحمة الأجيال، ومصدر إلهام الكرامة، ومن هنا يبدأ سر الخلود، فالصور الإسطورية المخبوءة ومشاهد السمو، ستجدونها حتماً في كربلاء!
كتاب حسني معاند، لا يفتح أوراقه أمام الطغيان والإستكبار، لأنه يدرك جيداً أن اللعبة، أبعد من إستنزاف للثروة وإحتلال للأرض، إنما السر يكمن في القضاء على إسلام على وفاطمة (عليهما السلام)، فالقضية الفاطمية وظلاماتها أخذت كثيراً، من فكر الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم (رضوانه تعالى عليه)، مؤكداً على أن المرأة العراقية عانت ما عانت، أيام النظام البعثي الطاغوتي، ولها دور كبير في تبليغ الرسالات وإتمام المهمات، لذا فمن حقنا أن نفتخر بهويتنا الفاطمية وحفيدها الحكيم!
يكمن سر خلود الرجال من أبناء الحكيم، أنهم ولدوا في حجور طُهرت، وطابت منابعها، وعَذُبت مناهلها، ولكي نبصر شيئاً كما ينبغي فلن نحدق إليه، بل نسلط أعيننا فوقه، وتحته، وحوله، وسنلاحظ الأثر العميق، لهذه الكوكبة من الشهداء على الوجود الإنساني، فبقدر تأثيرهم كان معسكر القمع والرذيلة، يصادر حياة معسكر الحرية والفضيلة، ظناً منه بأن حياة هؤلاء الجهابذة ستنتهي، ولا يدرك أن حياتهم تبدأ بعد رحيلهم، وهذا أحد أسرار الخلود لديهم، فما يتركونه فكر نابض بالشموخ! 
هناك مغفلون في عالم السياسة، توهموا بأن العراق لن يعمل بطاقته، إذا دمروه مرة واحدة، ولم يجدوا قوة ضاربة لمخططاتهم، ومؤثرة في الجماهير، سوى رمز المعارضة العراقية، ذات التأريخ الجهادي المشرف المتمثلة بالسيد محمد باقر الحكيم، الذي ذكرت عقيلته الطاهرة مرة، أنه كان كلما يذهب للحج يتعلق بأستار الكعبة، فيطلب الشهادة ويرسمها لنفسه، بقوله:(ربّ أرزقني الشهادة لأكون قطعة قطعة في سبيلك) فالحكيم (قدس سره) لا يرى الحياة مع الظالمين إلا برما، وما الموت إلا سعادة.
رجل مبدئي ملتزم يحسب بدقة، كل العناصر الواقعية التي تحيط بالبلد، لذلك عند قدومه طالب بأن يكون هناك نظام دولة، يحكمها دستور وقانون، يقرره الشعب العراقي، لنضمن الحقوق لمكونات العراق، لكن السيد محمد باقر الحكيم إختار الرحيل عنا، لأنه بات سعيداً بمنحة الباريء عز وجل، فذروة عطاء الله سبحانه للعبد هي الشهادة، التي تعني السعادة الأزلية، لذلك سنرتل عليه قوله تعالى:"ولسوف يعطيك ربك فترضى"، وبهذا الرحيل المقدس يكمن سر خلود شهيد المحراب ( طابت نفسه الزكية).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك