المقالات

حين دنا القطاف .. اغتالوا الربيع


احمد جبار

ahmad.pro1995@gmail.com

في بلد مثل العراق بتنوع اطيافه وتعدد دياناته وتباين قومايته, قلما نجد اجماعا وطنيا وشعبيا واسعا لشخصية علمائية وسياسية كما حدث لشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) .
بعيدا عن اسقاطات انتمائه لعائلة عراقية كبيرة ومعروفة عائلة ال الحكيم وامتدادها المرجعي والعالمي, وبعيدا عن سيل الدماء التي قدمتها العائلة الحكيمية بالتضحية ب( ٦٤ ) شهيدا من ال الحكيم، فقد كان للسيد الحكيم (العضد المفدى) كما يعبر عن ذلك الشهيد محمد باقر الصدر (رض), بصمات واضحة في تأصيل الفكر الاسلامي وتجسير العلاقة بين المرجعية الدينية والامة, وابعاد شبح الحرب او اقلها الصراع المحتدم بين الاسلاميين والعلمانيين, من خلال استثمار كل الطاقات في مجابهة طاغوت العصر, وتوجيه الجهود لبناء العراق ووحدته ارضا وشعبا, وفق منهجية سمحاء تقوم على احترام كل الاراء وتبادل الرؤى, بعيدا عن سياسة المحاور والتقاطعات الاثنية او المذهبية .
السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) مثل الاعتدال في زمن التجاذبات والتقاطعات وعبر عن التسامح في عصر العنف والكراهية, وتحلى بالبصيرة في مرحلة التخبط الفكري, وحينما اينعت كل هذه السمات الطيبة في روح شهيد المحراب ومنهجه وفكره وسلوكه لتؤتي اكلها في ارض العراق الحبيب, اغتال اعداء العراق ربيعنا المثمر (محمد باقر الحكيم), وفي ظنهم حينما يغتالون شهيدنا الغالي وقائدنا الكبير سيوقفون عجلة التقدم في عراقنا الحبيب, وقد قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز : " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " . 
فقد غاب عن مخططاتهم الدنيئة وافكارهم الاجرامية, ان اغتيال القائد لا يعني اغتيال المشروع, واستهداف الرموز الكبيرة ليس بالضرورة يمسي هدما للفكر العملاق, فنحن نعرف ان الفرص على قدر التحديات, لاسيما عندما يكون شهيد المحراب ليس شخصا فقط, بل مدرسة نهلت منها الاجيال وخرجت القادة الذين يمثلون الامتداد الديني والسياسي لسمات القيادة التي حملها شهيد المحراب، ومن بعد شهادته في حرم أمير المؤمنين( عليه السلام ) ينبري عتاة الأرض وبعض الموتورين في الطعن بشخصية شهيد المحراب ويطلقون التهم جزافا حول هذه الشخصية الكبيرة من دون وعي أو تفكر ملي في قوة هذه الشخصية و قدرتها على الانتصار مثل ما انتصر جده الحسين عليه السلام بالدم على السيف .
في الختام رضوان الله تعالى عنك يا شهيد المحراب يوم ولدت و يوم أستشهدت و يوم تبعث حيا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك