في الزمن الاصيل، كان لرئيس القبيلة شارة، يقال لها ( البخت)، طبعا البخت لا يأتي لمن تقمصها دون حق، علميا هذا البخت يأتي لمن تصدى قاصد التوادد بين المجتمع، وحل النزاع بالحق، وهي ترافقه لانه يحكم عدلا ويقول صدقا.
كان هناك رجل يدعى ( غويلب) في العامية العراقية، اي اسمه ( غالب)، وكان ديدنه الثرثة بين العطالين، يغتب هذا ويشيع الكلام السيء على ذاك، من اجل لقمة العيش، فمر من جانبه الفريضة صاحب البخت، فقال له: (( غويلب لشوكت تظل تاكل من الفاينة( اي العمل السيء) ))، فاجابه غويلب (( محفوظ اني شبيدي اذا اكو ناس تشتري واذا اكللهم المحفوظ مو خير هم يصدكون))، فقال له المحفوظ: (( ولك احنة اهل البخت الينبح علينة يجرب))، فلم يرعوي غويلب لانه كان شيوعي الفكر، فتكلم بالسوء على المحفوظ، فبلغ الكلام للمحفوظ، فقال لهم: (( ما دام نبح فليستعد للجرب ومس الجن))، فاصبح غويلب كالكلب ينبح ويحك ويركض بكل سلف.
المجالس مدارس، لذا تجد الاصيل صاحب بخت، اما الوضيع والمأبون ستجده يثرثر وينبح ويجرب، فقد قال ابي ( على روحه الرحمة) ذات يوم: وليدي اذا شفت واحد سب مرجع فاعرف انه سب الامام الغائب واذا سب الامام يعني سب البخت، فتابعة راح تشوف البخت شلون يسودنة.
لروحك الرحمة كم شاهدت في حياتي من هذا القبيل، فعندما رأيت غويلب يتكلم عن المرجعية، ادركت ان الرجل قد غرف، وسينبح كل صاحب بخت واصيل، وها انا اليوم اتوق لمشاهدة لقائات غالب الشاهبندر، المليئة بالتخريف والقدح بأهل البخت، وهو يتناسى نفسه ، ولا يرعوي من كونه ينبح ككلب عقور، ولكن هناك كثيرا من العطالين، يتخذون نباحه مغنما لهم، حيث ان سوق النخاسة اصبح رائجا في هذه الايام.
غويلب جن رسميا، فلا عتب عليه، لانه متسخ كليا ويضن ان ارتماسه في النهر يوهم الناس بان النهر يتسخ، فمنذ ان روج لكتبه بالحط من مقام المرجعية الرشيدة، اصبح من المعقول جدا بانه سوف يتطاول على كل من يمت لها بصلة، ولكن دون جدوى، رغم ما يقوم به الاعلام بحربه الناعمة، فهناك من يعي حقيقة غويلب وللتأريخ وقفة، فجبل اشم وبخت اعوام من الجهاد كباقر الحكيم ذو النفس الزكية، لن يضره نباح غويلب سواء كان حاضرا بيننا جسدا ام روحا.
دعني اقول لك يا غويلب، وكل من مثلك وعلى شاكلتك، لا تظن في يوم انك تستطيع ان تقنع عاقلا بكلامك، وان كثر المجانين في زماننا هذا، وقل اصحاب البخت، لكن في الحقيقة ان العقل يستطيع ان يعيد تأريخ مسيرتك الملطخة بدقيقة، بينما لا تستطيع انت ولو كان المجانين بعضهم لبعض ظهيرا، ان يحدث لثكة في نهر من الجهاد والعفة والبخت.
https://telegram.me/buratha