ضياء المحسن
جاءت الأديان السماوية، منادية بالتسامح والمودة بين بني البشر عموما،وكغيره من الأديان حمل الدين الإسلامي راية الترابط والمحبة، ودعا الى نبذ الثأر وتصفية الحسابات ما بين الإنسان وأخيه، حتى مع وجود إختلاف في وجهات النظر، وهذا هو جوهر روح الرسالة التي حملها الرسول الأكرم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ومن خلال العرب الذين شرفهم الخالق بحمل لواء هذه الرسالة، طاف يدعو قبائل وشعوب الى دين جديد، كله محبة ووئام، بدون أن يفرق بين عربي وأعجمي، إلا بالتقوى، وساوى بين القوي والضعيف، والغني والفقير،فكان هو الدين الذي ختم به سبحانه وتعالى الأديان كلها.
إستمرت دعوة الرسول الأكرم، ما يقرب من 23 سنة، لم يقم فيها ولو لمرة واحدة بالدعوة على من ناصبه العداء، أو آذاه، فقد كان يرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الرحمن حق عبادته.
واليوم ونحن نسمع بالدواعش، وهم يدعون الإسلام ظلما وعدوا، حيث يقتلون الناس بدون أن يفرقوا بين طفل صغير وإمرأة حامل، أو بين مسلم وكتابي، وتجاوزوا على جميع قيم السماء بحجة أنهم يتبعون السلف الصالح؛ ولا ندري من هم السلف الصالح الذي يعنونه بكلامهم هذا؟، هل هم من رمى الكعبة بالمنجنيق واستباح نساؤها؟، أم أنهم الذين جعلوا الناس يبايعوهم على أنهم خولا وعبيدا؟.
يخطئ من يظن أن داعش لا حاضنة محلية لها، أو أنها صنيعة مخابرات أجنبية تحاول تهديم الدين الإسلامي، فهي على العكس من ذلك، ما زالت تجد لها حاضنة قوية في كثير من المناطق، ولم تكتف بذلك، فهي تقوم بتمويلها وإيجاد مسوغات لعملها المشين هذا، وتجنيد أصحاب النفوس الضعيفة، وهي صنيعة مخابرات دول تسمي نفسها عربية وتدعي بأنها تحمي المقدسات الإسلامية، والعروبة والإسلام منهم براء.
حاملي رسالة الإسلام الجديد، لم يتوانوا عن فعل جميع الأثام والموبقات، متذرعين بمختلف الحجج، فمرة فأن هؤلاء رافضة وخوارج، وأخرى بأن هؤلاء لا دين لهم، وأخرى بأنهم أصحاب دين أخر.
قد نجد لهم العذر، لأنهم لا يعرفون طبيعة العلاقة بين أبناء البلد الواحد، حتى مع إختلاف توجهاتهم الفكرية والعقائدية؛ لكن ما بال أبناء البلد الواحد، وهو ينظرون الى هؤلاء وهم يجردون جيرانهم من ذكرياتهم، هل يتصورون بأنهم سيكونون بمنأى عن تصرفاتهم في المستقبل القريب، كلا وألف كلا، فالعقرب تلدغ أي شيء تجده أمامها، وعندما لا تجد شيئا تلدغ نفسها وتموت، وكذلك هؤلاء الأوباش