المقالات

رسالة تتناسب مع الضمائر الحية في العيد

1893 2018-08-19

أمل الياسري
قال الأستاذ:كانت عندي طالبة ذكية جداًولم تتأخر يوماً، وبعد فترة وجدتها تتأخر، فسألتها لماذا تتأخري هذه الأيام؟فقالت كان أبي كل يوم صباحاً، يجلسني من النوم ويلاطفني ونفطر معاً، ثم يوصلني الى المدرسة: (أبي يموت علي وأنا أموت عليه فأنا طفلته الوحيدة)، ولكن يا أستاذ، بعد أن ذهب أبي الى الجبهة لقتال الدواعش، لم يعد يأتي إلا في الليل وأنا نائمة، فيضع يده على رأسي، ويسألني كيف حالك في الدراسة يتيمتي،(آستاذ ما معناها فأنا لا أعرف معناها؟).
أستاذ لمَ لم تجبني؟ ثم أكملت عندما أفتح عيناي، أريد أن أحضنه وأقبله، وأقول أني أشتقت إليك كثيراً، لكني لم أره فهو يلعب معي( ختيلان)، فأنهض من نومي وأنادي: (بابا بابا راح أزعل عليك تعال أبوسك مشتاقتلك فلم يجبني) وكنتُ فقط أسمع أمي تبكي وتضعني في حضنها، وأقول لها: هل رأيتِ أبي الآن هو بجانبي؟ هل اغضبتِ أبي قالت أمها: لا بل أنا أيضاً يأتيني حينما أنام، فقلت لها: تعالي لننام معا كي يأتينا أبي!
وفعلا جاءنا أبي ليلاً ولعبنا كثيراً، ولكن هذه المرة إتفقنا أنا وأمي، أن لا نفتح أعيننا كي لايذهب أبي ونفقده مرة أخرى، ولذلك تأخرت يا أستاذي فهل تسامحني؟ الاستاذ:تكسرت العبرة في صدره وكفكف دموعه وقال: بل انتِ سامحيني يا أستاذتي العظيمة وطفلتي الرائعة، لقد سامحتكِ، وتوجه بحديثه لإخوته المعلمين بعد إنتهاء الدرس، فلنكن نحن آباء للأيتام ونبحث عنهم، والعيد على الأبواب، دعوة لنتقرب بها الى الله تعالى، أليس الأولى أن نهتم بهم ونشعرهم بفرحة العيد؟!
طبيعي أن ينشغل الآباء والأمهات هذه الأيام، بالتسوق وشراء هدايا العيد للأولاد، وبين ذهاب سحيق وإياب أنيق، يتسابق الأبناء بتقبيل والدهما وشكرهما، ولكن مَنْ لهولاء الأطفال الأيتام؟ لنتذكرهم أيضاً، فما فعله آباؤهم في الجبهات، جعلنا نتسوق بفرح غامر وآمان عامر، فهناك أصناف من الناس تطربنا أعمالهم، فكيف بالشهداء الذين منحوا حياتنا حياة أخرى؟فيا إخوتي أنتم لاتعرفون الى مَنْ ينظر إلينا ولا ننظر إليهم، إنهم الأيتام مشاعرهم تغلي في كل يوم، فكيف بصباح العيد إذا طلَّ عليهم؟
صور عراقية كثيرة تصل بمدامعك حتى البركان، فتنفجر ألماً، ووجعاً، وحزناً، فما عساك تفعل إلا أن تجتزئ مبلغاً من المال، وتبحث عن أشياء جميلة ورائعة، وترسلها لأيتام الشهداء، خاصة وأن بيوت العراقيين لا تكاد تخلو منهم، فمنذ عام (2003) والأعداد في تزايد مستمر، وهناك كثير منهم مَنْ ينهض متأخراً من نومه، فكيف بك وأنت تجالسه، وتمنحه هدية قبل العيد بأيام، إنها فرحة لا تقدر بثمن، لأنه إبن شهيد لبى النداء لأجلنا،(فالله الله في الأيتام، لاتغبوا أفواههم ولايضيعوا بحضرتكم).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك