المقالات

فعل صحيح واحد أفضل من الآف الكلمات

1755 2018-08-14

أمل الياسري
عندما تتبادر الى الأذهان عبارة (المصلح يفكر بالمشروع أكثر من التفكير بموقعه فيه)، فإننا ننوه بأن يكون هذا المرشد المحنك، قادراً على النهوض بالمسؤوليات على أكمل وجه ممكن، لأجل الوطن لا للمنصب، وهي رسالة تستحق القراءة والتدبر، فالمسؤول عن قيادة البلد هو الذي ينظر نظرة واقعية لما يجري في البلاد، ويستطيع معالجة مشاكل الوطن والمواطن، أي أن يكون قائداً في الميدان، لا كاتباً للشعارات في أي ديوان، ففعل صحيح واحد أفضل من الآف الكلمات.
ما يحتاج إليه المواطن ليس الطعام والشراب وحده، بل يحتاج للأمن، والإستقرار، والإحترام، والعيش الكريم، مضافاً عليه الخدمات التي غادر العراقيون مفاهيمها منذ أكثر من عقد ونيف، مع أنه مشترك في حقه على الحكومة وواجبه عليها، ومع الأسف باتت الثقافة المجتمعية بهذا الخصوص، ثقافة خاطئة متدنية جداً، متزامنة مع الشعارات الجوفاء البعيدة عن الواقع من قبل الساسة، لكن الجماهير لن تتحجر أمام دوران الدولاب السياسي، وما أفرزه المشهد من تداعيات الإنتخابات، وكأن الأحزاب عقيمة.
ركام السنوات الغابرة وحجم التضحيات، التي وهبها العراقيون لوطنهم منذ (2003ولغاية 2018)، يستحق من الساسة أن يقفوا وقفة رجل واحد، والإسراع بتشكيل الحكومة حيث يجب أن تكون حكومة خدمة، تترجم أفعالها على أرض الواقع، ويستشعر أثارها الشعب وليست حكومة تنظير، مع الإنتباه الى أن الشعوب لا ولن تسمح بمصادرة صوتها وحقها في الحياة الكريمة، وصحيح أننا نواجه تحديات مصيرية ومنعطفات صعبة، إلا أن الحل يكمن في التوافقات والسلوكيات الصحيحة، وهذا ما دعت إليه مرجعيتنا الرشيدة.
المؤسسات المجتمعية أساس بناء الدولة الناجحة، لذلك علينا أن نجعل همنا الأول هو خدمة الوطن والمواطن، وبالتالي ينتج أفعالاً صحيحة، لأن الحكومة القادمة من المفترض أن تتحرك مع المجتمع وفي خدمته، لا مع السلطة وكيفية الإستفادة منها بطرق غير مشروعة، أفضت الى نشر الفساد بأنواعه والإرهاب بتداعياته الخطيرة، ومَنْ دفع ثمن هذا الفساد والإرهاب هو الوطن والمواطن على حد سواء، ثم أن القراءة الخاطئة والتصرف الخاطئ، لمرحلة ما بعد الإنتخابات والتظاهرات ستفضي لواقع يريده أعداؤنا.
إضاعة الوقت في مفاوضات لا طائل منها سوى تبديد الزمن، هو إضاعة للحلول والمعالجات الجذرية لمشاكل العراق، خاصة الأمنية والخدمية منها، والسماح للأعداء بالتدخل بالشأن الداخلي العراقي، وإدخال العراق في أنفاق مظلمة قد يصعب الخروج منها، لأن الصريح والصحيح في مفاوضات القوى السياسية، يجب أن يصب لمصلحة المشروع الوطني، لا أن تبحث الأطراف السياسية عن مصالحها الحزبية، فهل يكون للمنصب والنفوذ والسلطة رأي آخر، حتى ولو كان على حساب دماء الأبرياء؟وعليه فالشعب ينتظر الفعل الصحيح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك