السياسة فن بلا شرف لغير المتدين، فمن المؤسف ان تحسب سياسة العراق الحديث على السياسة الدينية، وقد قلنا مرارا ان هذه السياسة التي تدعي الدين كذبا، انما المراد منها ايهام الشعب بان ايران غير متدينة، وان هذه السياسة هي نسخة من سياستها.
انهم ينظرون فقط الى الاقنعة، بل هم يعلمون انها اقنعة ويصدقوها بغضا باشكال الاقنعة، لا بمن يلبسها، فمن السهل جدا ان ترتدي عمامة وانت فاسد معروف مجتمعيا، فلا يقولون ان الفاسد لبس زي ليس له، بل يتهمون العمة بانها فاسدة ووجدت مكانها، بينما من لبسها حي وليس جماد، والعمة المسكينة قطعة قماش لا ارادة لها، وهذا بالضبط ما حدث مع حزب الدعوة، حيث انهم لا يؤمنون حتى بمرجعية، ولكنهم يلقلقون بالدين، فاتهم الدين وانتخبت الدعوة!
ان دولة الدعوة، تماما كدولة بني العباس، فمن يقرأ بني العباس، يحسبهم لهاشم، وفي الحقيقة انهم مجموعة من سراق كراسي لا يمتون لهاشم بفعل، وقلنا فعل لان الاسم نعم يمت لبني هاشم بصلة، وهكذا الدعوة فقد اتهمت ايران بانها الراعية لهم، بينما ان حقيقة الامر غير ذلك، فلو نظر الناس الى قتل بني العباس لولد هاشم النجباء، لعرفوا انهم ليس لهم من هذا البيت الا الاسم، وكذلك كان عمل الدعوة، وكان تصريح العبادي الاخير ماهو الا برهان على زيف قناعه.
هناك مكاره هي محاسن لاهل الخبرة، فتصريح العبادي الاخير حول ايران، ماهو الا دليل على ان الحكومة لم تكن تقاد بما تشتهي امريكا، ولما حان وقت الجد، واحترقت اقنعة الدعوة بخطاب المرجعية الاخير، وتحرك ايران وفقا لما تريده المرجعية، كشر العبادي عن دولة بني العباس، حيث لا مناص له بعد من تسنم الحكومة الا بالعودة الى الام الاصلية بريطانيا، وهذا ما فعله بالضبط، فليس الغاية من تشجيع العقوبات على ايران، هي انه يتصرف كدولة، بل الغاية هي بقاء الدعوة على الكرسي المشؤوم.
بلا مروئة، وبلا شرف، من يساند من دعم الارهاب واوجده، ضد من يحارب الارهاب، تلك الدولة التي وقفت مع العراق، من الف الازمة الى يائها، هل تواجه بهذا الاجحاف؟! الدولة التي ساندتنا في حربنا ضد داعش، التي ادخلها حزب الدعوة نفسه الى العراق، وهي بامس الحاجة لما قدمته، تواجه هكذا من اهوج لم يحكم حزام بنطاره، او من اناس لم تلفح الشمس جباههم، بغضا بالاسلام وليس لعلة اخرى.
ايران والعراق قضية واحدة، وهدف واحد، وعدو واحد، فلا هياج اصحاب البرة برة يفرقنا، ولا تصريحات ابو يسر تغير موقفنا، وبالتالي فان اقنعتكم سحقت يامن لبستموها لاجل المناصب، هي لم تسحق اليوم لتصريح عابر، بل قد سحقت من اول قطرة دم ايرانية، عانقت قطرة دم عراقية، ضد مخطط امكم الغولة، نحن نسمع اهاتكم وحسراتكم، ونسمع نحيب امكم على مسخها اللقيط في العراق، ولكن هناك من كان يتظاهر بالصم والعمى، اما اليوم فشكرا لك ابا يسر على خدمة نزع الاقنعة.
هذا وجههم الحقيقي، نعم انهم ليسوا من بني هاشم بشيء، الدعوة مجموعة من لصوص المناصب، فعندما يتعارض الدين مع هدفهم، فريقا كذبوا وفريقا يقتلون.
https://telegram.me/buratha