تحدث سماحة السيد احمد الصافي عن الغضب وبين حيثياته المشروعة وغير المشروعة ولان الخطبة الثانية لها علاقة بما يجري من احداث في البلد، فلنسال عن العلاقة بين الاحداث والغضب ؟
للوهلة الاولى تبدو التعابير سهلة ومعروفة المعنى ان هنالك غضب غير مشروع والذي يكون اما لسبب غير مشروع او باسلوب غير مشروع وهذا اشارة ضمنية لمن عبث بالمال العام وتجاوز على القوات الامنية ، ولكن الحديث عن الغضب المشروع ما المطلوب منه ولماذا الحديث عنه ؟
بداية الكلام موجه للشعب العراقي عامة والمتظاهرين خاصة وهذا التوجه جاء بعد ان وجهت المرجعية خطابها مرارا وتكرارا للحكومة كي تنهض بواقع الحال بل انها دعمت الحكومة وبقوة وعلى لسان السيد الصافي في خطبة سابقة جاء فيها "على رئيس الوزراء الضرب بيد من حديد كل من يعبث بأموال الشعب والعمل على إلغاء الامتيازات والمخصصات غير المقبولة التي منحت لمسؤولين حاليين وسابقين في الدولة. وقد تكرر الحديث في شأنها " ، المهم فيها اضرب بيد من حديد ، وللاسف الشديد لم يكن العبادي صائب التسديد، نعم دمجْ وزارات والغاء مناصب جزء من الاصلاح الا ان الاهم هو الغاء الامتيازات ومحاربة الفاسدين فما الفائدة من الغاء وزارة والوزير ومن معه يتمتعون بكافة الصلاحيات المالية مجرد الغاء كلمة وزير لا تغني ولاتسمن ، وهذا الاصلاح المطلوب لا يتاتى الا من خلال ارضية سليمة وصلبة ونصف صلابتها منحته المرجعية لرئيس الوزراء ، الا انه لم يحسن التصرف فتمادت قوى الفساد تعبث باموال العراق وبمخرج قانوني كله ثغرات .
بعد ان عجزت المرجعية من مخاطبة الحكومة اليوم تخاطب الشعب الذي نهض بتظاهرات لاسترداد حقوقه وجاء تعبير السيد الصافي في الصميم بان الحقوق تؤخذ ولا تعطى ، وهذا اشارة للمتقاعسين عن مؤازرة المظاهرات على امل ان يحقق المتظاهرون اخذ الحقوق ويكون لهم حصة من الحقوق المسلوبة وهذا الخطا بعينه والتوهين للاخرين .
واما الاشارة الى الغضب ، فهنالك من يردد الانتقادات للمتظاهرين بسبب الاعمال غير الصحيحة التي رافقت المظاهرات وهذا يعني ان لا تلغى المظاهرات بل تصحيح المسار هذا اولا وثانيا هنالك من يردد ان المظاهرات لا تاتي بنتيجة وكان جواب سماحته بشد العزيمة للمتظاهرين بان غضبكم ايها المتظاهرين مشروع وان الله عز وجل ورسوله يؤكدان عليه مع حفظ الاسلوب السليم في التعبير عنه ، فالاسلوب الصحيح هو عندما يكون الغضب ضمن مساحة العقل والقوة التي يمتلكها المتظاهر ، واياك ان تشعر بالاحباط من كلام المتقاعسين ولربما هنالك من قد يتفلسف بالدين باعتباره يفهم بالتشريع ، فجاء خطاب المرجعية وعلى لسان السيد الصافي مع الاستدلال بالاحاديث الشريفة لينهي هذا الجدل العقيم بين الاراء المتضاربة التي قد تنال من عزيمة المتظاهرين .
ونصيحة اخيرة للمتظاهرين لتكن المطاليب جوهرية وعلى المدى البعيد وليس الغاء الامتيازات بل استردادها وباثر رجعي وليس منحها وباثر رجعي والامر الاخر الغاء المنصب الذي ياخذ هذه الامتيازات فان مثل هذه المناصب كثيرة جدا في مفاصل الدولة والتي انهكت الشعب من حيث هدر الاموال وتفشي الفساد الاداري والمالي اضافة الى معالجة الثغرات القانونية .
اقول للمتظاهرين اعلموا ان المرجعية تؤيدكم وبقوة وتامل الالتزام بالتعليمات والضوابط التي صدرت وستصدر من خلال خطب الجمعة .
https://telegram.me/buratha