المقالات

أبجديات الخطاب الديني والوطني

1617 2018-07-28

أمل الياسري
هناك بوصلة في العراق حباها الله، لا تتوقف في حديثها عند محطات الطائفية، أو القومية، أو المناطقية، أو المذهبية، وإنما يمثل خطاباً لكل أبناء الشعب دون تمييز أو إقصاء، وهي العلامة الأبرز في تأريخنا المعاصر، لتعتمر تاج الكرامة وتمتلك القلوب، والنفوس، والضمائر، لتكون عنواناً للحرية والمنطلق لعملية التغيير والإصلاح، خاصة وأنها تشدد دائماً على لغة الخطاب الخدمي والعملي لساسة العراق، بعيداً عن صخب السياسة، نعم إنها مرجعيتنا وأبجدية خطابها على لسان رجل بسعة المبادئ العظيمة.
مرحلة اليوم عصفت بها تحديات كبيرة، ومصاعب جمة، وكوارث خطيرة، كان أبرزها الإنتخابات وما رافقها، والتظاهرات وما صاحبها، وكلا الحدثين أحدثا سيولاً من التداعيات، على المستوى الأمني، والخدمي، والإقتصادي، بين تفجيرات، وحرائق، و صدامات خلفت كثير من الشهداء والجرحى، ولهذا شددت المرجعية الدينية العليا في خطبتها بتأريخ: (13ذو القعدة 1439 الموافق/ 27تموز 2018)، على أن يعي زعماء القوى السياسية، حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، ونبذ الخلافات المصطنعة، ويجمعوا كلمتهم على خدمة البلد، فهلا يفقهون؟!
اليوم وبعد ما جرى في الأسابيع الماضية، من تظاهرات، واعتداءات، وعبث بممتلكات الدولة وتعطيل عملها، جددت مرجعيتنا الرشيدة مراراً وتكراراً، بتحقيق ما يمكن تحقيقه بصورة عاجلة من مطالب المواطنين، وتخفف من معاناتهم وفق برامج حقيقية فاعلة على أرض الميدان، وأن تكون الحكومة الحالية بحجم المسؤولية، وألا تتنصل من وعودها، وتحارب الفساد والفاسدين، وألا تكون غطاء لهم، وألا يفكروا في مصالحهم الشخصية، والحزبية، والفئوية، وأن يقدموا مصلحة الشعب، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
الخطاب الديني والسياسي للمرجعية الدينية العليا هذه الجمعة، كان من أبجدياته التحذير، والإنذار، ولفت الأنظار، وأن الأمور (التظاهرات) إذا ما خفتت فإنها ستنهض من جديد وبشكل أقوى، وعند ذلك لات حين مندم، وعليه طالبت بتشكيل الحكومة على أسرع وقت ممكن، وتطبيق إجراءات صارمة وحازمة بوجه الفساد والفاسدين، وشن حرب بلا هوادة عليهم، وعلى مَنْ يساندهم، ويعطل محاسبتهم، ومكافحة الفساد المالي والإداري بكل أشكاله، وتقديمهم للمحاكمة، وتبني مشاريع وقوانين تضمن العدالة الإجتماعية للجميع دون إستثناء. 
عندما يقف الوطن أمام مفترق طرق، لا يمكننا القبول بأنصاف الحلول، لأن الشعب العراقي إنتظر (15) سنة للنهوض بواقعه، وتقديم سبل الحياة الحرة الكريمة له بأبسط معاييرها، لكنه تفاجأ بأكوام من الفاشلين، والفاسدين، والمخادعين، والنفعيين تسلطوا على رقابهم، ولكي نسحب فتيل الأزمة، لابد من الشروع بثورة على كل المستويات، وأبجديات تلك الثورة يجب أن تبدأ مما أشارت إليه المرجعية الدينية، وإلا فالقادم لا يحمد عقباه، وما دامت موجودة فهناك أمة ستعبأ ضد الظالمين والفاسدين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك