عمار الجادر
خلاف ما يراه الاغلب في العراق، ارى ان التصدي للسياسة محك الرجال، ومختبر القادة، وخاصة اذا كانوا يرجون الحق، فهذا بحد ذاته يعتبر شهامة، في النية الاولى.
اما اذا تصدى المتصدي وهو مغرور بنفسه، فقد اهان نفسه، وسرعان ما انجلت اقنعة التبرج الزائفة، ولكن عند القاعدة الواعية ، التي تحلل تصرفات المتصدي، فاغلب من يتصدى، هو من نوع الغرور، وقلة قليلة هي من تتصدى لكفائة شرعية في داخلها، ولكن عدم الوعي يرجح الكاذب المغرور على العاقل القائد، ولنا في التأريخ عبرة، حيث اتهم الحسين ابن علي عليهما السلام، بالخروج على امام زمانه كما يدعي التأريخ، وشتان بين الثرى والثريا.
في وقتنا الحالي، لازال الماكر الكذاب يلقى تأييد من قاعدة كبيرة من الشعب، حيث يتسم حكم المتصدي لطلب الامارة بالبطش، والاستقرار المبني على دماء الضعفاء، ولعل حادثة عبيد النبلاء وعبيد المزارع، اقرب مصداقية لحديثنا، حيث ان عبيد النبلاء يفتكون بعبيد المزارع، وهذا حد تفكيرهم للمحافظة على مكتسباتهم وهم عبيد! حيث لا يبعدون النظر بأن يكونوا احرار كما خلقهم خالقهم، اي ان عقولهم تأدلجت بكيفية تخدم السيد.
عندما كنا في احدى محاضرات الملتقى الفكري، الذي يدير من خلاله الاستاذ الشيخ جلال الدين الصغير، العقلية القيادية من خلال القضية المهدوية، ومجرد التفكير بشخص قائد من سلالة شريفة، هو توجيه النظر الى ان هناك مشروع لا زال يدار، عندما كنا في المحاضرة، ادار ذهني تفكير، رغم بساطته وسلاسة طرحه من قبل الشيخ، لكن هو حقيقة انشغل المجتمع عنها، قال ان الظالم ياخذ ارضك، ويشغلك في التفكير بغلة صغيرة كالعدس، وانت تكون مشغول بكيفية الحصول عليه، بينما عليك ان تنشغل بالارض التي هي ملكك، فعندما يمن على بعض الجياع بحفنة عدس، يتصور داخلك ان هذا الرجل منصف اكثر من غيره، والحقيقة هي ليس كذلك.
جلال الدين الصغير، قائد ليس بالصدفة!
لقد هذبت القضية المهدوية، من افعال ذلك الرجل، وصقلت داخله، بحيث اصبح قائدا جلد المراس، يرى برؤيا بعيدة جدا، تنشطها تأريخ منذ غيبة النبلاء الى يومنا، وتلهمها حداثة المكر العالمي، الذي كان طرفا في نزاعه منذ نعومة اظفاره، لذا اجد انه بالرغم من كونه ليس طرفا بالحكم، لكن الاعلام يجعل منه عدوه الذي يسقط منه كل فترة، ولكن دون جدوى، حيث ان هذه الحنكة لا اجدها الا في شخصية القائد الحقيقي، وهذا ما يقلق الاعلام المعادي منه.
في كتابات لشخص يدعى ( عبد الزهراء الحسني)، واعتقد انه سوري الاصل، يروي كيفية خلق ثورة حسينية قادها شيخ معارض، اتى لسوريا لادارة شؤون معارضة الحكم الصدامي في العراق، والحقيقة ان للقائد الحقيقي مشروع، وعندما يكون مشروعه اوسع من رقعة جغرافية، يكون خطرا على المشاريع الصهيونية، لذا نجد العداء لجمهورية ايران الاسلامية قائم حين تغير نظام الجمهورية، بينما لم يكن كذلك في نظام الشاه.
استطاع جلال الدين الصغير، ان يقود ثورة المشاعل والقامات في سورية، وعندما ارى احداث الحالة التي يرويها الشخص اعلاه، اتذكر ان القائد صاحب المشروع جمرة في كل مكان، فلا الوم الاعلام الذي يسقط بشخص سماحة الشيخ، لانهم يدركون تماما ان الجرة فيه وان لم يكن في قيادة القرار.
هل نفيق لانفسنا ونعلم حقا من هم قادتنا؟!
ثروة الرجال تعد من اثمن الثروات، فاعلموا ايها الاحبة، ان من توجه لهم سهام التسقيط الغير مبرر، هم مكمن ماس لا يعلمه الا اصحاب المناجم، لذا هم يحاولون طمره بأكوام الفحم.
https://telegram.me/buratha