المقالات

  مالكية النفط والغاز. للحكومة أم للشعب؟

1578 2018-07-22

ضياء المحسن

نصت المادة 111 من الدستور العراقي صراحة على أن: ((النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي، في كل الأقاليم والمحافظات))، على أن تقوم الحكومة الإتحادية بإدارة النفط والغاز المستخرج من الحقول الحالية مع الأقاليم والمحافظات المنتجة، وتقوم بتوزيع هذه الثروة بصورة عادلة بين جميع العراقيين.

لكن لا العراقيين إستمتعوا بثرواتهم النفطية والغازية، ولا الحكومة قادرة على إدارة هذا الملف الشائك، بسبب المشاكل بين الإقليم والمركز، حول الصلاحيات، لكل من المركز والإقليم المنتجة للنفط والغاز.

لا تزال عقدة إقرار قانون النفط والغاز مستعصية، لكنها ليست عصية عن الحل، خاصة مع مجيء حكومة السيد العبادي على رأس الوزارة، ووجود شخصيات إكاديمية قادرة على إيجاد الحلول لكل مشكلة، بما لا يتنافى مع مبادئ الدستور، ولا يعطي لأحد فوق إستحقاقه، من هذه الشخصيات يقف السيد عادل عبد المهدي في مقدمة أولئك الذين نتحدث عنهم.

فداخليا كانت هناك مشاكل معقدة مع الإقليم، حول الأحقية في تصدير النفط، وكيفية إحتساب حصة الإقليم من الموازنة العامة للبلد، أما خارجيا فهناك مشاكل لا حصرا لها، ليس أولها مشاكل الآبار المشتركة بين العراق والكويت وكيفية إدارتها، وليس إنتهاءا بالمشاكل حول إدارة الحقول المشتركة مع إيران، كل هذه الأمور إستطاع السيد عبد المهدي التعامل معها، عن طريق تصفير الأزمات بما يحفظ جميع الأطراف، ويكون المواطن هو المستفيد في نهاية الأمر.

في فكر السيد عبد المهدي، أن تتحول عائدية النفط والغاز للمواطن؛ بما يجعل الحكومة تعمل لدى المواطن، بعد أن كان المواطن يعمل لدى الحكومة.

لكن هناك سؤال محير، وهو كيف يمكن للحكومة أن تكون هي التي تعمل لدى المواطن، بعد أن كان العكس من ذلك؟

والإجابة على هذا السؤال نجده عند السيد عادل عبد المهدي الذي يشرح الكيفية من خلال مثال رقمي، فمع إفتراض أن تعداد العراقيين هو (30) مليون نسمة، وواردات النفط كانت (90) تريليون دينار سنويا، سيكون على الحكومة أن تضع في حساب مصرفي لكل مواطن مبلغ (3) مليون دينار، وهو ما يطلق عليه (الحساب الأساس).

من هنا ستبدأ الحكومة عملها، ذلك لأن المواطن سيحتاج الى أن يكون أولاده يدرسون في مدارس تعطي للطالب دروسا منهجية يستطيع من خلالها أن ينمي قدراته ويستكشف مواهب، بالإضافة الى حاجته للخدمات الطبية وكثير من الخدمات التي يحصل عليها اليوم مجانا ـ لكنها ليست بالمستوى المطلوب ـ

تقوم الدولة بإستقطاع جزء من المبلغ الموضع في حساب المواطن، لقاء توفير جميع الخدمات التي يحتاجها، بحيث أن المستقطع من المبلغ المدخر لا يتجاوز ال 70%، والمتبقي 30%، فمع إفتراض أن متوسط العائلة العراقية، هو (6) أشخاص، سيكون لدى العائلة مبلغ يقدر بنحو (5) مليون دينار عراقي، بملاحظة أنه لن يدفع شيئا عند تمتعه بأي خدمة تقدمها له الدولة.

هذا الأمر سيوفر الأموال الكافية للدولة ـ بحسب ما يقول السيد عبد المهدي ـ وهو هنا يثبت الحق الدستوري، من غير أن يغلق الخيارات الأخرى، من قبيل تشكيل شركة نفط وطنية يساهم فيها جميع العراقيين، أو أن يكون هناك صندوق للأجيال، يتم فيه الإحتفاظ بجزء من هذه الثروة، الى غيرها من الأفكار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك