المقالات

المرجعية الرشيدة ومتلازمة العبقرية والسذاجة!

1382 2018-07-22

امل الياسري

روي عن الإمام الصادق عليه السلام: (إن حديث آل محمد صعب مستصعب، لا يؤمن به إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد إمتحن الله قلبه بالإيمان) ومن هذا الحديث نستشرف، أن المتابع للخطب السياسية، للمرجعية الدينية التي تعد إمتداداً طبيعياً، لخطب أهل البيت (عليهم السلام)، وأنها الحبل المتصل، بين الأرض والسماء، لذلك ليس بإمكان جميع الناس، فهم المقاصد الباطنية، لتوصيات المرجعية، فهي مرصد إستراتيجي شامل، للأوضاع والتحديات، التي يعيشها العراق منذ 2003 ولغاية الآن.

المرجعية رمز إسلامي كبير، ملهم للعقول، والقلوب، والضمائر، ويمثل الحصانة الدينية، والوطنية، والإجتماعية، بل وحتى الإقتصادية للشعب، وما أن شاهدت المرجعية المباركة، أن الكلام الموجه للساسة، ليس وراءه تنفيذ حقيقي للمطالبات، والضرب بيد من حديد على الفاسدين، ومحاربة الفساد علقت خطبها، وهذا يوضح عبقرية المرجعية بالتشخيص والمعالجة، وسذاجة القائمين بعملية الإصلاح، التي لم تحدث بحقيقتها، لعدم وجود الجرأة والشجاعة، في تنفيذ قراراتها، لذا إرتأت المرجعية النصح وفقاً للمستجدات، وإلا ما مقدار الإصلاحات التي نفذتها الحكومة؟ 

إن توقف المرجعية الدينية العليا، عن تقديم التوجيهات السياسية، يعد رسالة بليغة للحكومة، والعراقيين على السواء، وأنها غير راضية عما يجري، وهوأقل بكثير من توقعاتها، في خضم هذه التحديات الكبيرة، فالرسالة العبقرية، التي أوصلتها المرجعية الرشيدة، الى رئيس الوزراء، وأن جميع الأطراف المعنية بالعملية السياسية، مطالبون بمعرفة حجم التقصير، والنهوض بعجلة الإصلاح، قبل فوات الأوان، والسعي الحثيث للعمل، بروح الفريق المنسجم الواحد، بغية إدامة زخم الإنتصارات، وتعزيز المكاسب الكبيرة لحشدنا وجيشنا، فهما بوابة الأمن والأمان.

لا يختلف إثنان، على مكانة المرجعية الدينية الحكيمة، ودورها في الأحداث السياسية الجسام، فهي بالعبقرية التي تؤكدها، في عمق إرتباطها بحياة البسطاء، وبجميع المكونات بلا إستثناء، وهذا ما لا يدركه سذج السياسة، الذين لا هم لهم، إلا المصالح الحزبية والفئوية، يدورون حيثما درات أجندات أسيادهم، لذلك ترى بعض المأزومين، من أصحاب الشعارات المدنية الزائفة، يتكلمون عن المرجعية، وكأنها جسد قادم من الفضاء، وليست منظومة دينية عليا، تؤشر بوصلة الحياة، في عراق إختلط فيه الحابل بالنابل.

أيها الناس: قارنوا بين هاتين الصفتين، عبقرية المرجعية في فتواها، وحشدها، وشهدائها، وصور التلاحم مع هذا الحشد المقدس، من مساعدات، وتشكيلات، وقيادات ولائية مخلصة، وإمكانات بسيطة، وفتوحات أرعبت قوى الإستكبار العالمي، وبين السذاجة السياسية، التي يحاول لاعبوها، التقليل من شأن الحشد الشعبي، والإستهانة بكبريات عملياته التحريرية، وتضحياته، لينتهي بها الأمر تشويه سمعته، وبالتالي إنهاء دوره، في عمليات التحرير القادمة، لكن العبقرية الممتدة للرجال الأحرار، الذين يفقهون مخططات الأعداء، ستكون لهم بالمرصاد، فمرجعيتنا وحشدنا صمام أماننا. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك