كانت البصرة هي الوحيدة التي تظاهرت خلال الاسبوع المنصرم احتجاجا على اوضاعهم التي هي اشد من الماساة ، واما بقية المحافظات فانها تعاني ولكن اقل من البصرة باقل تقدير انها تحصل على المياه الصالحة للشرب ، ولان المرجعية تراقب الوضع عن كثب فانها ايدت مطالب اهالي البصرة في خطبتها للجمعة الماضية ، ايدت المطالب ، ومن يعاني من نفس هذه الامور وبمختلف درجاتها له الحق ان يتظاهر للحصول على حقوقه ، وهنا لا نريد ان نذكر بعشرات المظاهرات التي خرجت تطالب ولم تحصل على شيء .
ولكن بعد الجمعة اخذت المظاهرات اتجاها خطيرا من حيث شكلها ونتائجها ، وكان لسان الحال يقول بانهم اخذوا الاذن من المرجعية ، وهذا هو الذي يستحق الوقفة .
المرجعية ليست اليوم تطالب بحقوق الشعب وتطالب بمظاهرات لتحقيق الاصلاحات بل قبل سنوات ولكن في الوقت ذاته تطالب بان يكون باسلوب حضاري سليم وقالت نصا في الخطبة الاخيرة " دعت المرجعية من المواطنين الكرام أن لا تبلغ بهم النقمة من سوء الاوضاع إتّباع اساليب غير سلمية وحضارية في التعبير عن احتجاجاتهم وان لا يسمحوا للبعض من غير المنضبطين او ذوي الاغراض الخاصة بالتعدي على مؤسسات الدولة والأموال العامة او الشركات العاملة بالتعاقد مع الحكومة العراقية ولا سيما ان كل ضرر يصيبها فإنه سيعوض من أموال الشعب نفسه". فالذي يدعي ان المرجعية اذنت له بالتظاهر فلماذا لا يلتفت بانها منعت العبث بالمال العام ؟ ولماذا مظاهرات ساحة التحرير طوال عام بعد خطبة المطالبة بالاصلاح لم تتجاوز الحدود ؟ وما حصل اليوم الا يعني ان هنالك عناصر ومن مختلف الجهات داخلية وخارجية وحزبية وارهابية داعشية استغلت الظرف لتقوم بما قامت به خادعة البسطاء بان المرجعية هي من دعت الى ذلك .
في الشهر الثاني من سنة 2016 قال السيد الصافي لقد بح صوتنا ولو ناديت حيا ، والكل كأن الطير على رؤوسهم لم تحدث مظاهرات بهذا الشكل ولم يستح السياسي ولم يصحيح مساره ، واليوم فقط قالت المرجعية على لسان الشيخ الكربلائي ان مطالب اهل البصرة سليمة واستحقاق ، وختمها بالحفاظ على المال العام ، فمن هي القوة المندسة التي حركت الشارع حركة تخريبية ادت ما ادت اليه .
المرجعية لو ارادت ان تخرجوا بمظاهرات لكان خطابها كخطاب الجهاد الكفائي فانه صريح وواضح، وتبقى المشكلة في العقول التي لا تريد ان تفهم ولا اعلم هل هي لا تفهم ام تتعمد بعدم الفهم، فالمرجعية ترفض التخريب، سياتي من يقول ان المرجعية تدافع عن الحكومة ، ولو سالت من يعبث بالمال العام لماذا ؟ سيقول ان المرجعية هي من امرت بذلك .
عجبا على هكذا تفكير طوال خمس عشرة سنة لم يفهم المعنيون خطاب السيد السيستاني بينما من في الخارج يفهمه حرفا حرفا ببعده وعمقه .
لو اطلع الاخوة على كل المسائل التي ترد للمرجعية عن المال العام سيرى تشديد المرجعية على الحفاظ عليها بل حتى دقائق ساعات الدوام الرسمي يحرم هدرها تعمدا لان فيها حقوق للشعب .
كلنا نتفق بان لازال هنالك دواعش مندسين بين المدنيين ، وكلنا يعلم ان الظرف السياسي اليوم حرج جدا بسبب عدم وجود هيئة تشريعية ، وكلنا يعلم بان هنالك عد وفرز يدوي للاصوات ، وكلنا يعلم ان الحكومة حكومة تصريف اعمال ، وكلنا نكاد ان لا نتفق على ما نريد وممن نريد وكيف يتحقق ما نريد ؟ كلها بالاتجاه المعاكس لاعمال الشغب التي اثرت على البلد وادت الى خسائر ستعوض من اموال الشعب ، حذاري من المندسين فانه افضل ظرف يعبر المندسون عن خبثهم .
https://telegram.me/buratha