كثيرا ما نجد تطابق عجيب، بين ما يرد في التأريخ وبين الواقع الحالي في العراق، والاعجب من ذلك ان هناك روايات دينية عند المسلمين، تؤكد ذلك وبشكل عجيب.
في بادئ الامر، وفي غوغاء الخروج من حقبة سنين الدكتاتورية، والتي تشبه بشكل عجيب زمن الامويين في سِفر التأريخ، بدأت الحرب الاعلامية، والتي زادت من عشوائية الشعب الذي خرج من ظلمات عصر ودخل في نور عصر اخر، مما ادى الى ضعف البصر لديه، وهذا ما حصل عند خروج العراق من ظلمة حكم الامويين، ليتخبط الشعب في دوامة التعددية التبعية، فمنهم زيدية ومنهم عسس ومنهم اشكال كثيرة.
ان العراق يعد ستراتيجية ايديولوجية، محط انظار الجميع، ولعل ما يحدث له بترابط زمني بعيد، هو لسبب ان العراق وشعبه اصبح كتاب مفتوح، مرة لان حكامه سذج، والاخرى ان شعبه طيب بسذاجة، حيث ان شعبه عجينة عجيبة، فهي مقاومة سهلة الخداع، وهذا ما استفاد منه اليهود، لذلك تجدهم يحنون الى ارض بابل، حنين العشار الى ثدي امه، وبالتالي ستجد انه من الصعب التوحد خلف قيادة بارة ام فاجرة.
لذا ولكي نبرى ذمتنا، كقيادة لرأي عام، نجد من الضروري تصدي الكاتب الى ماض للعبرة، وواقع للنصح والارشاد، والا سنكون بين طيات التأريخ، كمن قال املئ حجري ذهبا وفضة، وهذا ما لا ترتضيه ضمائر حية.
بعد الخروج من دوامة الدكتاتورية القاتلة، ليس من الصحيح ان نقول ولحكم بني العباس ادهى! فالظلم ظلم وان تعدد فاعله، وتطور دهائه، ولم يظلم احد مالم يكن هو الظالم لنفسه، ولعل الاعلام المظلل يبين لنا اننا يجب ان نعود لدوامتنا الاولى، ولكن في الحقيقة ان علينا خوض غمار الوعي الذاتي، لاننا قد فقدنا وعينا تماما طيلة 36 سنة، فاذا بقينا على نفس الوتيرة لم نتقدم ابدا، لان الحكم لعلي وليس للاول ولا الثاني حتى يأتي الثالث.
لا اعلم لماذا نرتضي، ان نكون مطية بهلوانية الحاكم، ولماذا لا نستسيغ كلام موسى في عبادة رب في السماء، بينما نهرول لاعطاء الحلي وفداء الانفس، لمحتال كالسامري ليصنع لنا ربا نعبده! بينما نستطيع ان نحتفض بحريتنا واموالنا، ونعبد رب موسى الذي لا يسألنا عليه اجرا الا ان نرى الخير فينا، عجبا لقوم اذعنوا للاول وهو مطية للثاني، واذعنوا للثاني وهو ماكر يهودي، ولم يقفوا بل بايعوا شيخا ثالثا ترك صبية ال سفيان يعيثون فسادا، حتى اذا اهلكهم الجوع قصدوا مرغمين الى قول رسول كريم!
ان ما يحاك لنا ايها الاحبة، هو ليس حبا بدينكم او ما تعتقدون، بل هي مملكة فرعون تبنونها بأيديكم، والعجل لا يختلف كثيرا عن فرعون، فذاك ادمي ويسلب حليكم غصبا، وهذا جماد يسلب حليكم بطوع ارادتكم، وليس لموسى ولا هارون ذنب فيما تعدون، كما ان الرسول الخاتم لم ينهكم من عبادة الاوثان، لتعودوا لعبادة الهوى، وتذرون علي خلف ظهوركم، وما رايات خراسان في عهد الصادق، الا نذير صدق لقيادة صادقكم.
لقد ذهب حكم الاول الكالح، وانتم على حالكم حتى اتاها الثاني اليهودي، وهو اصم لا يريد لعلي حكما، فهل نرعوي ولا يأتي الثالث شيخا هرما ليكون موطأ لصبيان ال امية؟!
https://telegram.me/buratha