عمار الجادر
عندما اسير في سيارة بطريق ما، نصادف كلاب تنبح وتجري على السيارة، التي تسير بمعدل 60 كم، اتعجب على عقلها حيث تصرف مجهودا كبيرا دون فائدة!
في تسابق الزمن، ادركت ان هذا الكلب يريد ان يبين انه يبذل عمل، والغاية هو ارضاء مالكه، والاشارة الى من في العربة انه قوي، ولكن الحقيقة هو غبي، اذ انه قد يخدع ويستنفذ قواه، بينما يجوب السارق والقاتل دار مالكه، ولكن في واقع الكلب ان مالكه سيقتله اذا حدث ذلك، اما في واقع البشر ان المالك يعطي الفرص لذلك الحيوان الذي يسمي نفسه قائدا سياسي، وهو جل ما يفعله اللهث خلف عربة زمن تسرع بسرعة الضوء.
ان الفارق بين محمية الكلب ومحمية ذلك المتصدي لقيادة دولة، هو في عظم الكارثة، فمحمية الكلب هو بيت او قفص دجاج، اما محمية ذلك المتصدي هي امانة عرضها السماوات والارض، ودماء يصل اثرها الى اجيال متعاقبة، ان كلب السياسة يختلف عن كلب الحراسة، فهو اما ان يكون حيوان همه ارضاء نفسه وارضاء مالكه، او ان يكون انسان بمعنى القيادة، وهذا ما لا نلمسه ابدا، نضرا لطمع الكلب الشرس في اشلاء مالكه.
لا اعلم كيف يشعر من تقلد امانة وهو يعلم انه ليس اهلا لها! ولا اعلم ان من وثق بمن تصدى الى متى يضن انه فعلا قائد وليس كلبا يداري شعور من انتخبه، وايضا لا اعلم هل يجب ترويض الكلب، ام ترويض من يملكه لكي يقتني حارسا بشرا فقد كرمت السماء بني ادم، فهو اما ان يكون اسوء من الغراب ولا يعرف كيف يواري سوئة اخاه، ام يرتقي الى نبع للأمان فيكون اشرف من الملائكة عند خالقه، وكل ذلك يتبع جوهرة يقال لها العقل، وليس غريزة يقال لها نزوة.
في العالم الافتراضي، تجد الكذب صفة الجبان، حيث علمت من احد اخصاء تربية الحيوانات، ان الكلب الذي ينبح كثيرا هو اقبح انواع الكلاب، فهو متدني النسل، جبان، وعديم الوفاء مطلقا، على قارعة الطريق، يريد ان يبين انه ينتسب الى سلالة تحرس امرا ما، فمن لا يعرف اسلوبه يهابه، ويخاف منه، وايضا يطمع في اقتنائه، لذا سيتودد له باعطائه طعام كثير، والغريب ان اغلب اصحاب هذه الكلاب يعلمون بحقيقتها، ولكن يطعموها اكثر من الغريب لتلا تنقلب عليهم.
هكذا اجد ان العواء على قارعة الفيس بوك، وغيره من التواصل الاجتماعي، هو عرض عضلات ليس الا، واغلب ما تكون هي اهدار طاقة فقط، ولكن المحزن ان المتعامل معها لا يعلم حقيقة هؤلاء، فهو قد خلط عليه غثها وسمينها، بل ان الغث اكثر قبولا من السمين، وهذا ما يجري عند كل حادثة تحدث، فاغلبية القرقعة نجدها من اواني فارغة، لذا تجد ان المالك لهذه الاصوات النشاز يطعمها جيدا، لتضل تنبح مدعية الوطنية والقوة.
لا زال الدم في دولتنا يسفك، ولازال الكلب يمثل علينا بصوته النشاز انه حامي الحمى، ولكن على نوعين فهناك كلب عقور تخافه الناس، وكلب يداري بنباحه المالك، الذي يعلم جيدا ان كلبه غير وفي، لكنه يؤمن بنظرية ( حديدة عن الطنطل)، والمصيبة الكبرى هي ان تلك الكلاب، استطاعت ان توهم البشر انها تدير شؤون حمايتهم، لذا فكل بشري اقتنى كلب وراح يدافع عنه ، حتى تقاتل البشر على كلابهم، فامن الكلب وما عاد ينبح.
ختاما: عذرا لمملكة الادميين، فالمتحولون على قارعة الطريق، وصوتهم نشاز، مما ادى الى غياب التفكير التام، وبهذا فالقاتل مطمئن جدا، لان كلاب القرية اصبحت تعوي فقط.
https://telegram.me/buratha