المقالات

لا ينبغي أهمال قضايا المرأة إطلاقاً!

2065 2018-06-24

أمل الياسري
((وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بُشر به))، صدق العلي الحكيم وصدق رسوله الأمين، في وقت لم يكن لها قيمة أو مكانة تذكر أيام الجاهلية، تدفن في غياهب الصحراء دون الإلتفات لهذا الكيان الملحمي، حيث تسكن إليه النفوس، فلقد خلق الباريء عز وجل الناس من نفس واحدة، الذكر والأنثى وبثَّ منهما رجالاً ونساءً، وحظيا بالتكريم والتفضيل على كثير من العالمين، وهما يشكلان أساس المجتمع دون فرق بينهم.
المرأة حروف بعثرتها النظرية الإستبدادية الأبوية، والأخوية، والزوجية، وفوقها المجتمعية، وهذا ناجم عن إحتقارنا للديمقراطية الإسلامية، التي لم تفرق بين الذكر والإنثى، ومع الأسف يتناسى الجميع أنها وثيقة ناطقة بالحياة، ممتلئة بالرقة والعطف، والحنان والعطاء، وكل معاني الحب والكبرياء معاً في مجتمعنا، ولولاها لما صُنعت الحياة، فالمدرسة إذا أعددتها جيداً، أعددت شعباً طيب الأعراق، فلا ينبغي إهمال قضايا المرأة، وخاصة أنها ما زالت تعاني النظرة الدونية من قبل الرجال، رغم مظاهر الحضارة الخطيرة وتداعياتها الأخطر.
صباحنا سباق، ونهارنا قمع، وليلنا خوف من المجهول، وعقولنا يسيطر عليها كيف سيكون اليوم التالي، مع حرمانه، وألمه، ومشاغله، وسطوة إلتزاماته، التي تقوم بها المرأة عن طيب خاطر، ولكن الرجل الطاغية يولد من رحم جهل المرأة وتخلفها، وعدم قناعتها بمكانتها، لأنها تعتقد بأن الكائن الغليظ (الرجل) يحمل حصانة دبلوماسية أبدية، فلا مجال لها إلا الطاعة العمياء، على عكس ما يعلمنا به ديننا الحنيف، وقرآننا الكريم، ونبينا العظيم (صلواته تعالى عليه وعلى آله) من خصائص التفضيل والتكريم!
لايجوز التغاضي عن قضايا المرأة، وتناولها بإستخفاف، وبشكل خطاب إعلامي زائف، في بعض المواقف الإجتماعية الخجولة، فهي ليست خادمة أو مملوكة، بل إنها كلمة بليغة جامعة لكل معاني الأمومة، والأخوة، وحتى الأبوة، على أنه يجب الإلتفات الى مشاكل المرأة بدقة، فعلى الرجل ألا يتصرف بمنطق الوصاية على المرأة، وألا تتصرف المرأة بمنطق الحاجة الى وصاية الرجل، فالفرق كبير بين القوامة والوصاية، إنها كيان موجود ظريف متواصل العطاء، فالمرأة ريحانة وليست قهرمانه كما قال الإمام علي(عليه السلام). 
قانون مناهضة العنف الأسري رقم 8 لسنة 2011 في العراق، جاء ثمرة نضال طويل، ومرير بدءاً من العام 1991، ورغم أن القانون لا يشعرنا بالكرامة او العدالة بالحد الأدنى، ولم يتحقق منه شيء على أرض الواقع، لكنه خطوة أولى بطريق إقرار قوانين أكثر لحماية حقوق المرأة، كما أنه البذرة الحقيقية لدراسة سلوكيات المرأة العراقية، التي تحتل مركز الصدارة بين النساء العربيات، حيث القدرة على التحمل، والصبر، والجهاد بأنواعه، لأنها العمود الثاني الذي يحتاجه معه الرجل لبناء الأسرة. 
الكلام ذو شجون حول مكانة المرأة العراقية، والمصاعب التي تواجهها، فلقد مرت بمراحل تأريخية مليئة بالشموخ والتحدي، ولأن لكل مقام مقال، فلن أستطيع تناول صمودها، وأهمية وجودها في صفحة واحدة، أو أن أكتب معلقة واحدة في حقها، لأنها كائن كبير يستحق التعظيم، والتقدير، والإحترام، والتخليد، فهي يكفيها فخراً أن تجعل من الجدة خديجة الكبرى، والأم فاطمة الزهراء، والأخت زينب الحوراء (عليهن السلام) نماذج عفة، وشرف، وإكبار، ليكنَ القدوة في السلوك والمنهج، فهنَّ خير نساء العالمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك