المقالات

العراقيون ليسوا حشوداً من الناس 

2339 2018-06-11

 

أمل الياسري
أستأجر أحد العلماء حمالاً ليحمل بضاعته من السوق الى البيت، فكان يسمعه يردد كلمتين لا يزيد عليهما: (أحمده، وأستغفره) فلما وصل بيته وأعطاه أجره، سأله عن ذلك فأجابه: أنا بحياتي كلها مع ربي بين أمرين: نعمة لله علي تستحق مني الحمد، وتقصير في حق الرب يستحق الإستغفار، فضرب العالم كفاً بكف وقال: حمالٌ أفقه مني!
العراقيون حشود من الناس جمعتهم الظروف، قد تكون ثورة بنفسجية في (12/5/2018)، أو تفجير في قطاع (10) لتدمر أكثر من عشرة منازل بساكنيها الأبرياء (8/6/2018)، أو حريق في مخازن وزارة التجارة مستأجرة لصالح مفوضية الإنتخابات (10/6/2018)، وبالتالي فالمصائب تحتاج منا قولاً وفعلاً: الحمد لله وأستغفر الله، لكن ليس لأننا حشود جمعتنا الظروف بل لأننا عراقيون.
العراقيون منذ عشرات السنين، حملوا على أعواد المشانق أحمالاً تنأى منها بقية شعوب الأرض، لأن بضاعتهم ليس لها مثيل، إنها قضية الحسين (عليه السلام) والثأر له على يد المهدي المنتظر (عج)، وهي قضية ليست بالسهولة التي قد يتوقعها بعض السذج، فهي ملف إلهي عالمي، تقودنا الى أن ما يمر به العراقيون هو ليس مجرد ظروف.
مقارعة الطواغيت، ومقاومة الطغيان، والقمع، والفساد، وتعميق ثورة الحرية والكرامة، وإسترجاع الحقوق، مفاهيم تربى عليها العراقيون في مدرسة الإباء والصمود، الواقعة في وادي طفوف كربلاء، التي تأسست سنة (60 ) للهجرة، وكادرها الأسطوري المكون من (73) معلماً مجاهداً، بضمنهم الطفل والمرأة، والشاب والشيخ، والعربي، والأعجمي، والتركي، وهؤلاء عراقيون جمعتهم قضية كربلاء، فإمتدت حتى وقتنا الحاضر.
عام (2003) سقط الصنم الطاغية فمرَّ العراق بمرحلة تأريخية خطيرة، وهذه المرة جمعت العراقيين بظروف في غاية التعقيد، فمن ملفات الإرهاب والفساد، والتخبط الأمني والإقتصادي، الى التزوير والتلاعب في نتائج الإنتخابات، وما يرافقها بكل مرة من تداعيات ومناشدات، ترتفع من قبل الأبواق المأجورة للنيل من العملية السياسية برمتها، بغية إستنزاف ثروات البلد وعدم الإلتفات لبنائه. 
أيها العراقيون: هناك حروب يشنها الأعداء عليكم بمختلف مسمياتهم وبأقذر الوسائل، كحروب الإرهاب والفساد والمياه، فباتت أحمالكم تنوء منها الجبال، فيجب أن تعلنوها مدوية: هيهات منا الذلة، نعم لقد قلتموها في الدفاع عن الأرض، والعرض، والمقدسات، ويجب أن تدونوها على سواتر البناء، ولا تسمحوا للساسة الطارئين، أن يسلبوكم سفينتكم التي جمعت عراقيتكم وليست فقط ظروفكم. 
العراقيون أفقه حملاً من معظم ساستهم وأحزابهم، وإن كانوا يرددون الحمد لله فهو يستحق الحمد، أن نصرهم على كل طاغية عصر وقائد ضرورة، وحرروا أرضهم من دولة الخرافة، وأما إستغفارهم فقد رددوه، لأن ساستهم الذين إنتخبوهم لم يكونوا بمستوى حجم الألم العراقي وتضحياتهم، وعليه فالعراقيون اليوم ليسوا حشوداً من الناس، بل هم الحامدون المستغفرون وبإمتياز.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك