أمل الياسري
صراع بين الحق والباطل، في آخر جمعة رمضانية من شهر الفضيلة والغفران، يوم إسلامي عالمي، يترجم ملامحه موسماً للنصر يترقبه الفلسطينيون، حيز أقصى في حيز الأولوية يأخذ منا كل فكر نبيل، نداء للحق في شهر الجهاد والإنتصار،( فتح مكة ومعركة بدر وليلة القدر) وعيد جمعة يتلاقح فيها المسلمون من المذاهب كافة، في أجواء روحانية حيث الألفة والوحدة، يتم فيه توجيه الرأي العالمي لمحورية القضية الفلسطينية، فمعركة يوم القدس بحاجة الى مبادئ كبرى مثل صانع يومها، الإمام الراحل الخميني (رضوانه تعالى عليه).
لدينا أدلة قوية على قدسية يوم القدس، فهذا الحدث يوجه العالم لمواجهة كيان قومي، يطمح للهيمنة والسيطرة بحلم يهودي تافه، من الفرات الى النيل ليهدد الأمن والسلم العالمين، لكن الخصوصية تكمن أن القدس تقع في المنطقة العربية، وهذا عامل زخم مضاف على العرب تحديداً والمسلمين عامة، لبناء قوة شعبية متراصة منظمة مخلصة، لإدارة الصراع مع العدو المشترك، وكأن وجوب الأمر، ظهور حشد قدسي مقدس، على غرار الحشد الشعبي، الذي يواجه إرهاباً داعشياً إجرامياً، يشابه لحد كبير إرهاب الصهاينة بحق القدس.
مظاهرة عالمية لمناهضة الحركة الصهيونية، وأعمالها التعسفية ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، عليه كانت جمعة الوداع، أو الجمعة اليتيمة (جمعة القدس)، إعلاناً لتحرير المستضعفين من المظلومين بكل أنحاء العالم، لأن هذا اليوم العالمي يوصل صوت الحق لفلسطين المحتلة الى أسماع العالم، وقد تركزت مسيرات آخر جمعة رمضانية عند أحرار المسلمين، أنهم يستلهمون من عطاء شهر الرحمة، ما يثبت القلوب والأرواح صبراً، وإيماناً منهم بالنصر الموعود، ويُسترجع الأمل في ظهور الحجة المنتظر في ذلك اليوم المبارك، وهو دليل قوي آخر لقدسية يومها.
يوم ليس خاصاً بالقدس، بل يخص الشعوب التواقة للحرية، من ظلم قوى الإستكبار العالمي الكبرى، مناسبة كبيرة للتفريق بين المنافقين والملتزمين، فالفريق الأول يقيم العلاقات مع الصهانية سراً وعلانية، ويمعنون شعوبهم إقامة التظاهرات بيوم القدس، وخلف الكواليس يتآمرون للقضاء على طرف مسلم دون آخر، وحقيقة القضية المركزية لا تندرج ضمن أولويات مسؤولياتهم الأخلاقية، وإنما مجرد ترهات تأريخية كتبها هؤلاء المارقون، أما الملتزمون فهم مَنْ يحملون يومها القدسي على الأكتاف، لمواجهة الطغيان والفساد العالمي بصرخة: هيهات منا الذلة فالقدس يوماً ما ستعود لنا.
https://telegram.me/buratha