هل تمسح الضوضاء حقيقة الدماء
ان التأريخ الذي تسطره الدماء، لايمكن ان يعد تأريخ عابرا دون شاهد ، فصور الابطال ورموسهم شامخة تحكي قصة بلد، بلد اضاعه صنفان صنف سياسي فاسد، وصنف خائن سكن ترابه بالصدفة.
لازال الامس فينا، وسرعان ما نسمع صراخ البغية تتهم موسى لاجل مال قارون، ولعل الامس يعاد اليوم، فلا نعلم اي عقول صدقت قارون بدعواه على موسى، وقد كان ابن خالته ووزيره والداعي لدينه!
يا سادة ان مشهد السياسة اليوم، يكاد يخطف العقول، فما عاد الحق يؤخذ بالعيون، واعتقد اننا فهمنا نصيحة علي بالمقلوب، فمشهد اليوم يبرهن ان الحق هو ما سمعت اذناك والباطل ما رأته عيناك! فبعيني رأيت من ذبح ابنائنا هم اعراب الخليج، ولكن سمعت انهم اشقاء لنا، وبعيني رأيت ان ساسة اليوم كانوا شركاء حكومة سابقة، لكني سمعت منهم انهم يريدون حكومة اليوم عراقية وليس كما الحكومات السابقة التي كانت لاتينية!
الضوضاء تعج بالعراق، وهي حق! لان الحشد فعلا سرق ثلاجة، وسبى الايزيديات، ورايت بعيني انه يذبح تحت صيحات ربهم الاكبر، ولكني رأيت وهذا باطل! بينما سمعنا من قادة ان الحشد ميلشيات وقحة، ومن اخرين انه ايراني وقتل العرب لعلة قومية، فهذه الضوضاء جميعها حق، واليوم نحن نطالب بحكومة عراقية ولكن الغريب من يطالب بهذه الحكومة هم انفسهم الايرانيين والامريكان لانهم كانوا في الحكومة السابقة على ما اضن!
لن نسمح بحكومة محاصصة كما يدعي البعض! ولكن نفسهم من يدعون يريدون ان تكون لهم حقائب وزارية في الحكومة! الحقيقة اننا رأينا هؤلاء القادة زعماء كتل، لكننا سمعنا انهم مستقلون! والحق فيما سمعنا، محت الضوضاء ذاكرة قبل يومين لا اكثر، والاغرب انها لازالت تمحي ما قبل لحظات! فلا تعجب اخي القارئ فلا اضمن لك مقالي هذا بعد ساعة من الان قد يتغير، بل ستجد حتما من بضوضاء تعليقاته عليه سيمحيه.
المشهد العراقي اصبح صعب بالغ في الصعوبة، فهناك مجنون يتبعه الشمهوديون، ولمن يسأل عن الشمهوديين ليتابع خطبة لشيخ يدعى جلال الدين الصغير قبل عامين من اليوم على ما اتذكر.
لقد كان للحرب الناعمة دورها البالغ في رسم سياسة اليوم، فالافعى المسكينة انقذت سمكة من الغرق! هذا ما نراه اليوم واقعا في القناعات الايدلوجية العراقية، والقادة المراهقين يحاولون ركب امواج تلك السياسي العفنة، حيث لم تعد هناك خطوط حمراء ولا بنفسجية، فقائد السياسة المعمم يخرج علنا ليقول فشل الاسلاميون في الحكم! وكما نعلم ان زي الاسلامي هي العمامة! فيا ترى هل فعلا الافعى انقذت السمكة من الغرق؟!
اي تحليل لواقع السياسة العاقل اليوم ليس صحيح، بل نحتاج الى ابعاد الشعب عن ضوضاء الصبيان، لكي يصحى الشعب من صخب السياسة الصبيانية التي ادخل نفسه عنوة بها، وإن لم يخرج الشعب من هذه الدوامة الصاخبة، سيفقد زهور اضعاف ما فقدها كبشا للولاية الثالثة، والحق الحق اقول لكم ان قلوب الشعب مع الحسين ع لكن سيوفهم عليه مالم ينزل على حكم يزيد، وهكذا سيبرهن لكم القادم ان الضوضاء كفيلة بان تقنعكم ان يزيد خليفة.
كان مقالنا هذا لانكم لازلتم تشمون رائحة الدماء، ولعل صوتنا يصل الى قادة الصبيان ليعلموا انهم وقارون قاب قوسين او ادنى، فيوم الزينة كفيل بان يخسف بقصر قارون، وعلى الظالم تدور الدوائر.
https://telegram.me/buratha