ليس لصناديق الاقتراع القول الفصل والنهائي لطبيعة الحكومة العراقية ، ان الانتخابات العراقية هي لمعرفة حجم الكتل المذهبية والقومية والاحزاب الاخرى ، ومسالة الاكثرية فانها محسوبة لمن هم اكثرية بين الشعب العراقي، المواطن في حيرة من امره حول المشاركة وعدم المشاركة وهل سيفوز من يتم انتخابه ، وكلها اسئلة باتت قديمة ، لان المواطن العراقي يفكر بشيء يختلف عما يفكر به المرشح وكتلته ، وهو ايضا يختلف عن تفكير الاجندة الخارجية التي تسعى ليكون لها تاثيرها في القادم من رئيس الوزراء وكل هذه الافكار هي بعينها تشغل تفكير المرجعية ، فالمسالة ليست تشارك اولا تشارك، وليست من هو الاصلح او غير الاصلح ، ومطالبة المرجعية لتدلي برايها بهذا الخصوص غير ممكن فالبعض مطالباتهم فرض على المرجعية بان ترفض الكتل والبعض الاخر يامل رايها ليلتزم به ، وكلا الحالتين لا يؤثران على نتيجة الانتخابات والقادم لمن سيكون منصب رئيس الوزراء .
مارست امريكا والسعودية وعلى راسهم قادتهم مجلس اللوردات البريطاني للتلاعب بالاوراق السياسية العراقية في محاولة منها احتواء المرجعية فلم تتمكن من ذلك واخيرا لجات الى الخيار العسكري ضد المرجعية من خلال داعش ، وقد اذهلهم السيد السيستاني في كيفية احتواء مؤامرتهم ، المشكلة ليس هزيمة داعش بل كيف يفكر السيد السيستاني ، فمنذ ان اطلق فتوى الجهاد الكفائي فانني اجزم ان لم تكن الكل فاغلب الصحف البريطانية والامريكية كتبت عن سيرة السيد السيستاني وماهي المدرسة التي درس بها ومن هم اساتذته وماهي ارائه لمعرفة كيفية تفكيره ، وفي فترة سابقة اشارت وسائل اعلامهم عن ماذا سيكون عليه الوضع لو توفي السيد السيستاني ( اطال الله في عمره) قبل السيد الخامنئي( اطال الله في عمره) وهم من عولوا على راي السيد السيستاني بخصوص ولاية الفقيه ، ولكن كل ازماتهم كانت ترتطم بحلول السيد السيستاني .
اليوم يعيش العراقيون حالة من الضبابية بخصوص الانتخابات والكتل المرشحة التي وللاسف الشديد لازالت تستخدم نفس الدعايات الانتخابية المبتذلة بين الشعارات الكاذبة وبذخ الاموال لشراء الذمم .
ومنذ ان صرح خبير القانون طارق حرب بان النتائج شرعية حتى لو شارك الف ناخب فقط ، يعني العزوف عن الانتخابات لا يغير شيء مطلقا ، الذي يشغل تفكير البيت الابيض هو من الشخص الذي سيختارونه من الكتلة الفائزة قبل ان ترشحه نفس الكتلة؟ وهي كذلك تمارس ضغوطها على بعض الكتل الممولة دعايتها من الـ ( cia) لعدم ائتلافها مع بعض الكتل ، فالذي تترقبه هذه الدوائر هي الى اي مدى تقبل المواطن العراقي من الاغلبية الشيعية للمشاركة في الانتخابات وانتخاب ابناء مذهبه، فالاكثرية بالنسبة لامريكا يعني عليها ان تختار منهم ما يروق لها لمنصب رئيس الوزراء ، ولنا تجربة سابقة فالذين فازوا بالانتخابات نصب رئيس وزراء عليهم رغما عن انفهم .
وهنا المرجعية تراقب الوضع خلف الكواليس وماهي السيناريوهات التي تعمل عليها دول المنطقة وكيفية التحكم بدفة الانتخابات وفق المقاسات الامريكية ، وفي نفس الوقت الدوائر الامريكية في قلق تام لما سيكون عليه موقف المرجعية لانها لم ولن تستطيع ان تعلم الابجديات التي يعتمدها السيد السيستاني باتخاذ قراره .
لهذا سيكون التسقيط لبعض الشخصيات السياسية حاضرا وبقوة يؤازره عاطفة بعض العراقيين في تايديهم نتيجة ردة فعلهم من اداء الحكومة فتراهم يخلطون كل السياسيين في شتيمة واحدة، وهذا هو المطلوب امريكيا، واما المرشحين للانتخابات فان جل تفكيرهم ان وقع عليهم الاختيار لشغل منصب احد الرئاسات الثلاثة ماذا سيقدمون للقوى المؤثرة من خارج العراق ؟
https://telegram.me/buratha