المقالات

كان معمما


 

ليس بغريب على المجتمع البشري ان يغير الانسان مبادئه او معتقده بعيدا عن الحق او الباطل، وهذه الظاهرة كانت موجودة في العصر الاسلامي ، والا الخوارج ماذا كانوا؟ ، لولا السنتان لهلك النعمان عبارة يرددها ابو حنيفة ويقصد بها حضوره عند الامام الصادق عليه السلام ومن ثم اسس مذهب يخالف مذهب الامام الصادق عليه السلام في كثير من احكامه ، وغيره الكثير ممن كانوا يحضرون عند الائمة عليهم السلام ثم تتغير افكارهم . 

هذه الظاهرة اليوم تحدث وبشكل مستمر شخص يدخل الحوزة الدينية ومن ثم يتركها وشخص من غير دين او مذهب يغير ما يعتقد به فيدخل الحوزة وهذا امر طبيعي واكرر بعيدا عن صحة المعتقد من عدم صحته . 

بعد سقوط الطاغية وانفراج الازمة على العراقيين اصبحت ظاهرة ارتداء العمامة بحرية فهنالك معممين كانوا في زمن الطاغية لا يلبسونها لمنعهم الان الفرصة مواتية للبسها ، وهنالك من اقتحم مجال الدراسة فاستحقها ، وهنالك من مارس الدجل فلبسها ، والمؤسف جدا ان البعض يدخل الحوزة فيتعلم مصطلح او مصطلحين فقهيين فيترك الحوزة ويبدا يتحدث عن المعتقدات الامامية وكانه ضليع بها ويزيد من شهرته عندما يقول كنت ادرس في الحوزة ، وهذا ما عليه شخص ظهر مؤخرا اسمه غيث التميمي ، والحقيقة في بعض الاحيان الرد عليه يكون شهرة له ، هذا الرجل لديه محاضرة في لندن على مجموعة من الحضور ليتحدث عن الزواج في الفقه الاسلامي ويدعي هو انه باحث ومتخصص في هذا المجال ، ولست بصدد مؤاخذته على كثير من ارائه الا ان اسلوبه لم يكن موفقا معلوماتيا وادائيا ، المؤاخذات كثيرة ، اذكر واحدة فقط من فلتاته يقول ( الاسلام اذا ما يحترم الانسان بفلسين ما اشتريه) هل هذا منطق باحث ومفكر ؟ هنا اسال جنابه ماهو حكم الشهداء من اجل الاسلام ؟ الشهيد هو انسان ، وطبقا لرايه الشهداء الذين دافعوا عن الاسلام على خطأ والعياذ بالله . 

لازال هذا الرجل ومن يدب دبيبه تلتبس عليه المفاهيم الاسلامية منها مثلا الحلال والواجب ، فالحلال غير ملزم المكلف بالالتزام به على عكس الواجب فانه ملزم ، واذا ترك الحلال لا ذنب عليه بينما الواجب عكس ذلك ، هنا الحديث عن الحلال والواجب بحد ذاتيهما ، لان هنالك حلال في ظروف معين يصبح واجب او حرام . 

الامر الاخر التشريع ياخذ بالمنطق اولا حيث ان المشرع ياخذ كل الحالات التي تحدث وفق المنطق اما وفق العقل اذا كان يستبعد حدوثها فهذا يكون تشريع ناقص ، فمثلا مسالة القاصر وكيفية التعامل معها من حيث الزواج ذكر المشرعون الاسلاميون كل حسب دراسته احكامها ، وتناول احدى المسائل جناب غيث التميمي باستهزاء وباسلوب غير سليم بينما واقعا هذه المسالة تحدث مرارا وتكرارا في كل المجتمعات البشرية وفي الغرب اكثر من المسلمين أي مسالة التعامل مع القاصر . 

الى الان كل المشرعيين الغربيين لم يتوصلوا الى اعتماد سن البلوغ وفق اسباب منطقية وعقلية ولهذا تراهم يتخبطون وفق السياسة للتشريع . فمثلا امريكا ترى القاصر هو من يكون عمره دون الـ 18 سنة ولكن يؤخذ باقواله في القانون ، السؤال اذاً هو باي شيء قاصر ؟ 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك