جحا يحكي حال العرب في قصته هذه ، جاءه رجل يشكو ضيق سكنه حيث يسكن هو وزوجته وثلاثة اطفال في غرفة واحدة ، فاقترح عليه جحا ان يشتري خروف ويضعه في الغرفة سيغير الحال ، فقام الرجل بشراء الخروف ووضعه في الغرفة، فازداد الحال سوءا وجاء الى جحا ليشكو الحال فقال له جحا اشتر دجاجة الى جنب الخروف ، ففعل الرجل ، فازداد الحال اكثر سوءا فعاد الى جحا ليقول له لقد ساءت الاحوال فقال له اشتر حمار وسيتغير ، فاوكل امره الى الله واشترى حمار فاصبح الوضع لا يطاق فجاء الى جحا غاضبا عن ما اصبح عليه الحال فقال له جحا بع الخروف وتعال لي غدا، فذهب الرجل وباع الخروف وجاء الى جحا فقال له جحا كيف الحال ؟ قال له افضل من امس ، فقال له جحا بع الدجاجة وتعال لي غدا ، وبالفعل باع الدجاجة والتقاه في اليوم الثاني وساله كيف الحال فقال له افضل بكثير عن امس ، فقال له جحا بع الحمار وسيتحسن حالك ، وبالفعل باع الحمار فتغير الحال بافضل ما يكون ، فقال له جحا الان اليس وضعك ممتاز ، فقال له جدا ممتاز ، كما يقولون بالعراقي رباط السالفة
امس اعلن ترامب بان القدس عاصمة للصهاينة ونقل السفارة من تل ابيب الى القدس ، فثارت العرب وهاج المسلمون وتفاعل الخيرون، والكل يطالبون بالغاء القرار ، واقول هل تل ابيب ليست محتلة حتى القدس محتلة فقط ؟ والامر الاخر لو رضخ ترامب لمطاليبكم ، هل ان الحال قبل القرار كان سليما ؟
اقول لكم هنالك عظماء نقطة تحولهم من الفشل الى العظمة هو حسن تعاملهم مع فشلهم في مرحلة من حياتهم فاستوعبوا الفشل وانطلقوا الى العظمة ، اقول اجعلوا قرار ترامب ان يكون تاريخيا بالنسبة للمنطلق الحقيقي للمطالبة بكافة الحقوق الفلسطينية المغتصبة الاراضي وايقاف المستوطنات واعادة الفلسطينيين المهجرين واللاجئين وتشكيل حكومة اغلبية وهم العرب والغاء كل القوانين الصهيونية التي تطبق على العرب الفلسطينيين ، ولا تتوقفوا ولا تتوقفوا ولا تتوقفوا ، انها فرصة تاريخية منحها لكم المتهور ترامب فاياكم ان تقفوا عند حد الغاء القرار لتنتفخ اوداجكم وتبتهج وجوهكم معتقدين بانكم حققتم نصر ، بل العكس هو فشل ذريع واعتراف فضيع من قبلكم بانكم تريدون الوضع الذي قبل قرار ترامب التاريخي ، اياكم ثم اياكم ان تكونوا مهزلة لجحا زميل ترامب في هذه الحالة .
نعم طالبوا بكل القرارات التي تعيد حقوقكم وارفضوا كل القرارات القرقوزية التي اصدرها مجلس القرقوزات والامم القرقوزية ، فقط فلسطين بكامل حدودها قبل 1948 هي دولتكم وحاولوا مثل العظماء لتجعلوا لحظة تهور ترامب نقطة انطلاقة لتحرير كامل الاراضي الفلسطينية ، كونوا على يقين ان غاية ترامب ليس القدس بل الخطوة ما بعد القدس والخطوة انتم تحددونها وليس هو او النتن ياهو .
بالامس لم يكن الا حزب الله معكم ، اليوم اطمئنوا فهنالك رجال سيؤازروكم بالاضافة الى حزب الله واياكم ثم اياكم ان تعولوا على الحكام العرب فلو كانوا اصحاب ضمير لما تركوا اطفال اليمن بين المجاعة والامراض والغارات الجوية السعودية .
https://telegram.me/buratha