المقالات

نصائح السيد السيستاني ليست للخطباء فقط


 

الشخص الذي يمتهن طرح افكاره على الاخرين او نقل المعلومة الى الاخرين يجب ان يكون ملما ببعض الصفات التي تجعل منه شخصا ناجحا في طرح افكاره ومؤثرا ايجابيا بالاخرين، ووسائل طرح الافكار متعددة الكتاب ، البرامج الاذاعية و المرئية ، مواقع النت ، الدراما ، المنبر الحسيني وغيرها . 

اصدرت المرجعية العليا نصائحها لخطيب المنبر لما يتمتع به من خصوصية لا يمتاز بها احد غيره وفي نفس الوقت يترقبه الكثيرون اصدقاء واعداء ، لهذا يجب ان يكون خطابه بما يليق وهذا المنبر العظيم ، ولكن لو تأملنا هذه النصائح ووضعنا بدلا من الخطيب الكاتب مثلا فاننا سنرى ان هذه النصائح من صلب خطوات النجاح للكاتب . 

مثلا النصيحة الثانية " ان يكون الخطيب مواكبا لثقافة زمانه، وهذا يعني استقراء الشبهات العقائدية المثارة بكل سنة بحسبها واستقراء السلوكيات المتغيرة في كل مجتمع وفي كل فترة تمر على المؤمنين"، لو وضعنا الكاتب بدلا الخطيب سيكون من اهم خطوات نجاح الكاتب هو ان يكون مواكبا لثقافة زمانه ، هذه عبارة مهمة فليس من المنطق ان يخاطب عقول عاشت قبل قرن من الزمن بل حتى قبل عقد او يخاطب عقول بثقافة مجتمعات اخرى ، لربما تغيرت الافكار من سنة الى اخرى فاذا لم يواكب الكاتب هذا التغيير تصبح كتاباته سقيمة وهدر وقت ومال من غير فائدة هذا اذا لم تضر بثقافة الاخرين وبمكانته ككاتب . 

النصيحة الثالثة "تحري الدقة في ذكر الآيات القرآنية او نقل الروايات الشريفة من الكتب المعتبرة او حكاية القصص التاريخية الثابتة حيث ان عدم التدقيق في مصادر الروايات او القصص" ، هذه مهمة بالنسبة للكتاب المخالفين فعليهم ان يتحروا الدقة في اختيار الرواية الصحيحة وليست الضعيفة ليبني عليها انتقاده ، فهنالك مصادر ضعيفة ان لم تكن موضوعة وهنا على الكاتب مسؤولية وامانة في التحري عن الصحيح والكتابة 

النصيحة الرابعة ان يترفع المنبر ( انا اقول الكاتب والقارئ) عن الاستعانة بالاحلام وبالقصص الخيالية التي تسيء الى سمعة المنبر الحسيني ( سمعة الكاتب والكتابة)وتظهره انه وسيلة اعلامية هزيلة لا تنسجم ولا تتناسب مع المستوى الذهني والثقافي للمستمعين" نعم اقولها وللاسف كثيرا ما اطالع كتب تكون افكارها ومتنها مستندا الى احلام وقصص خيالية بل انها الاكثر رواجا بين القراء مما يزيد من التدني الثقافي بل حتى يخدش الايمان ، ولست بصدد تشخيص كتب الاحلام والاحراز فان سوق المكتبات مليئة بها بل انها البضاعة التي تحقق الارباح لاصحاب المكتبات ولا يعنيهم ثقافة القارئ 

النصيحة السادسة حقيقة تعتبر مادة دسمة وغنية لاي كاتب اذا اراد ان يكتب في اي موضوع ونص النصيحة " ان تراث اهل البيت (عليهم السلام) كله عظيم جميل ولكن مهارة الخطيب وابداعه يبرز باختيار النصوص والاحاديث التي تشكل جاذبية لجميع الشعوب على اختلاف اديانهم ومشاربهم الفكرية والاجتماعية انتهاجا لما ورد عنهم (عليهم السلام) (إنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)، ومحاسن كلامهم هو تراثهم الذي يتحدث عن القيم الانسانية التي تنجذب اليها كل الشعوب بمختلف توجهاتها الثقافية والدينية". هذا ما يحتاجه المجتمع اليوم ويحقق هدفين الاول اظهار محاسن الدين الاسلامي والثاني كشف زيف المدعين بالاسلام لاسيما الثقافة الارهابية التي استطاعت قوى الاستكبار العالمي ان تلصقها بالاسلام 

الله الله على النصيحة السابعة "طرح المشاكل الاجتماعية الشائعة مشفوعة بالحلول الناجعة"، فكم كاتب وبرنامج ومتحدث همه فقط كشف السلبيات والانتقاد فقط دون ذكر الحلول ومثل هذه الحالة السلبية نعم انها سلبية بمعنى الكلمة لانها تظهر عجزه وعجز المجتمع عن وضع حلول لهذه المشاكل فالاحرى بالكاتب ان يضع الحلول لاي مشكلة او ظاهرة سلبية يكتب عنها . 

طبعا بقية النصائح ايضا لها اهميتها ولكن هذه النقاط التي ذكرتها اجد ان الاقل يراعيها في كتاباته ، وانها حقيقة من صلب الواقع، بل وتستحق ان يؤلف كتاب بعنوان كيف تصبح كاتبا ناجحا ؟ 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك